فرحة تعترينا وترينا الفرح الحقيقي بقدوم الغائب المنتظر، غائب طالما رددنا واستشعرنا ما كان صحابة النبي عليه الصلاة والسلام يرددونه قبل وداعه؛ أملًا منهم في استقباله... إنه رمضان( شهر مليء بالأحداث) شهر بدت نسائمه في كل لحظة، وكأنها تقول لنا: أيتها النفوس المرهقة من متاعب الحياة، ها قد أقبلت عليكم الحياة الحقيقية( صيام وصلاة وصدقة ودعاء، وصلة بينكم وبين الله( وما أعظمها من صلة!) يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به » [رواه الإمام البخاري في صحيحه] أيها الفضلاء: ألا يكفينا شرفًا أن الله يدّخر لنا جزاء هذا الصيام، رحمة وشفقة، و وديعة عنده يوم نلقاه؟!! ما أعظمك يا الله، وما أسعدنا بتلك النفحات الإيمانية المحاطة برحماتك العظيمة. في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما,تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا,واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه. ما أعجزنا أمام كرم الله، وما أقوانا بفضله ومغفرته، ورحماته! أيها القراء الكرام: تأملوا معي تلك الفرصة العظيمة من فرص الحياة، وتذكروا من غادرونا إلى غير رجعة، ولنسارع جميعًا للمبادرة بالتوبة والعمل الصالح، بعيدًا عن مغريات الحياة الفانية، ولنستقبل معًا هذا الشهر العظيم بعودة لرب كريم، ولنتذكر هذا الكرم الإلهي: عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عزّ وجلّ: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة. هذا من الرب سبحانه،حث للعباد على ذكره والمسارعة إلى طاعته سبحانه وتعالى. ما أعظمك يا الله! ما أعظمك وأنت تمنحنا الفرصة تلو الأخرى، وتتابع علينا النعم، وتغفر لنا الزلل، بكرم ومنّ يليق بعظمتك. فرحة على مشارف الوداع، فرحة بعظيم كرم الله، حيث نودع نهاية شهر ونحن في خير وأمن وأمان، ونستقبل فرحة الشهر العظيم. { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} تأملوها وقفوا عندها تعظيمًا وإجلالًا لله تعالى، وتعظيمًا لشعائره.. { ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }