✒قد تكون نائماً على سرير نومك وعشرات الدعوات تقرع أبواب السماء لك، من فقير أعنته، أو حزين أدخلت عليه السرور أو مريض يسّرت علاجه، أو كتبت ونشرت شيئاً يستفيد الناس منه، فلا تستهن بفعل الخير، فمنتهى السعادة أن تأتيك دعوات بظهر الغيب من أحبة لا تراهم العين لكن أرواحهم جميلة تدعو لك بالخير والسعادة والبركة في كل أمورك .. قد يحصل لي كثيراً أن رفعت يدي داعياً بالغيب لأشخاص معروفين معي من أهل الإحسان والبر قد وقفوا معي شخصياَ في دنيا النوازل أو كانت لهم أعمال بر ومساهمات خيرية في مساعدة المرضى والمحتاجين والفقراء والضعفاء والمساكين .. لكن الغريب بالأمس وصلتني دعوات صادقة من قلب صاحبها، بصدق الدعوات كنت أحتاجها للظروف التي تعصف بي وسببها تقصيري في جنب الله، وعندما سمعتها في المقطع الصوتي في الصباح الباكر انفرجت أسارير قلبي واثلجت صدري وشعرت بالسعادة الغامرة وبفرح ومشاعر جميلة ملأت وجداني .. هذا الشخص لم يكن بيننا تواصل فيما مضى أو معرفة سابقة من خلال اللقاءات العامة أو الخاصة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم أكن أحفظ رقمه في تلفوني البتة، فقط ربما قرأ لي شيئاً من خربشات قلمي المتواضع في إحدى مجموعات التواصل في الواتس أو شاهد صورتي في واجهة الواتس .. لا أدري لماذا يخطر عليك أحدهم فجأة وأنت تدعو فيكون له حظاً من دعائك، والأعجب منه أن تدعو لأناس قد لا تعرفهم ولم تراهم مرة، وإنما ذكروا في مجلسٍ عابر، أو قرأت لهم شيئاً، فاستفدت منه، فاهتممت لشأنهم ثم صار لهم نصيب من دعائك !. سبحان الله الذي سخر العباد لبعضهم في الدعاء والخدمات، وهي آية من آيات الله، ورزق خفي لا يعلمه كثير من الناس، فاللهم سخرنا فيما يرضيك عنا وسخر لنا خيرة خلقك وأتقاهم بخدمتنا والدعاء لنا في ظهر الغيب .. علينا أن نجتهد في أن نكون نافعين للناس بعلم أو جاه أو نصح أو دلالة خير أو وساطة أو شفاعة أو دعاء بظهر الغيب، وفي الأثر: "الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أرفقهم بعياله". وليس من شيء أسهل من تأمين الخائف ومساعدة الضعيف ودفع الظلم، حبذا لو كان ذلك بغير ضجر أو سأم أو ملل، فزكِّ عن جاهك وسلطانك كما تزكي عن مالك، والله موفقك ومعينك .. لا تنس بين الفينة والأخرى أن تكتب بقلبك لمن تحب، كلمات حب وود وعبارات جميلة ولطيفة ومنمقة وراقية وجمل تحفيزية وتفاؤلية. فإن الرسائل لن تنام معك بل ستظل مستيقظة يتذكرها من أرسلتها له بكل حب وود. فهناك رسائل تكتب بالأصابع، وأخرى تكتب بالقلوب.. فالأولى تذوب في السطور والثانية تبقى في الصدور .. *ترويقة:* قد يأتيك المدح والثناء مباشرة أو عبر مواقع التواصل وتلك عاجل بشرى المؤمن في الدنيا، لكن بكل صدق كلنا يحتاج لمن يدعو له بظهر الغيب، نعم نحتاج لتلك الرسائل التي لا نقرأها ولا نعلم من مرسلها، تلك التي ترسل من فيِّ مُحب إلى باب السماء، ثم تأتي على هيئة رحمة من اللطيف الخبير من حيث لا نعلم، فالدعاء لأخيك بظهر الغيب سُنّٓةٌ نبويةٌ مهجورة .. *ومضة:* بين الفينة والأخرى تذكر من تحبهم وأحبوك بحسناتهم وأفضالهم، داعياً لهم بما تحب من خيري الدنيا والآخرة. متذكراً حديث أَبِي الدَّرْدَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ) ..