في الوقت الذي كانت تُصورُ فيه موائد وتسافرعبر الأثير،ويصور هذا وذاك نفسه أمام مناظر تسبي العقول ،مابين شمس ناصعة السطوع وشلال يطرب النفس،وحدائق وارفة الظلال ، وعبر السناب تطير إلى كل أصقاع الدنيا، فقد كان هناك من يعيش الأمرّين بين فقر مدقع وسآمة من كل شيء فلاحول له ولا قوة في أن يجعل مايراه واقعا ملموسا. وربما آلمهُ ضيقُ ذات اليد وقصورها عن إسعاد أسرة يعولها تجلده بأسئلتها المؤلمة صباح مساء، وهي ترى المترفين يرفلون في حلل السعادة وينتقلون حيث يريدون،ويأكلون من كل ماتشتهي أنفسهم،وينعمون بالفرش الوثيرة، ويركبون المركبات الفارهة،ولهذا فليس من المنطق ولا من الفطرة السليمة مباهاة المرء بالنعم دون أن يأخذ في الاعتبار تأدية حقها من شكر ويتصدق على أنفس ربما تعلقت بما عنده وربما كانت سببا في تحول النعمة وزوالها ، إن لم يؤد حقها ويرحم المعوزين . الذين سبقونا كانوامتراحمين وبعض الميسرين منهم لم يكونوا يبدون بهرجة بالنعمة ، بل كان لهم قلوبٌ رحيمة تبحث عن المعوزين وترسم البسمة على شفاههم ،وعاشوا في كنف الرحمن ثم في ظل صدقاتهم ودعوات من فرجوا عنهم الكربات. سبحان الله العظيم ،مرض الكرونا ساوى بين كل الطبقات في المجتمع في لزوم بلدانهم بل دورهم، لم يعد هناك سفريات تذكر ،ولم يعد هناك مناسبات يتفاخر بها الميسرون وترهق متوسطي الحال وتؤلم من يعانون الفقر المدقع ، ثم بعد ذلك ترمى النعمة في مرمى النفايات ، ذهب ذلك النهم للتسوق وحشوالمنازل بما يلزم ومالايلزم. وبقي جل الناس بدورهم مقتنعين أن الصحة أغلى وأثمن من كل أمتعة الدنيا الزائلها وزخرفها الخادع. (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ ) كما نسأل الله جل في علاه أن يرحمنا برحمته وأن يرفع عنا البأس ، فهو أرحم الراحمين. بقلم الأستاذ: يحيى أحمد. مشرف تربوي بمكتب قنا