✒ لاتحزن أيها العبد المؤمن ولا تتألم أيها المنكسر الضعيف ولا تبتئس أيها المظلوم المحروم فإن ربك هو الجبار سبحانه .. فإن الله سيذهب حزنك ويجبر كسرك ويزيل بأسك ويطمئن وحدتك .. إن في جبر الخواطر سعادة للأخرين فمن كان جابراً للخواطر ، أدركه الله فى جوف المخاطر . وإن جبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو النفس وعظمة القلب وسلامة الصدر ورجاحة العقل . وبه يجبر المسلم نفوساً كسرت ، وقلوباً فطرت ، وأجساماً أرهقت وأشخاصاً لأرواح أحبابهم أزهقت فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها .. وجبر النفوس من الدعاء الملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين (( اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني )). وعندما تداهمك مصيبة فعليك بدعاء الله تعالى أن يجبر خاطرك فإنه تعالى لن يتخلى عنك ليس حتماً أن يحقق لك الله ما تريده دفعة واحدة ولكنه سيبعث لك رسائل تطمئنك .. فالجبار سبحانه لا يترك أحداً موجوعاً فإذا كان انكسار الأيدي والأرجل سهل مداوته عند الطبيب فإن انكسار القلوب لا يداويه الا الجبار سبحانه فإذا نِمت ودموعك تسيل على خدك لأي أمر أصابك أو موقف كسرك ودعوت الله أن يجبر خاطرك فإنه تعالى لن يتخلى عنك قد يجبرك أحدهم ولكن جبره مرة واحدة ولكن الله الجبار كثير الجبر يجبر خواطرنا .. ولا تيأس إذا تعثرت أقدامك* وسقطت في حفرة واسعه .. فسوف تخرج منها* وأنت أكثر تماسكا وقوة*.. وقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلى معاني الرقي في قوله: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ. حَتّىَ تَخْتَلِطُوا بِالنّاسِ، مِنْ أَجْلِ أَنْ يحْزِنَهُ»، اللهم حرم على قلوبنا حُزن ألدنيا وعلى أجسادنا نار ألأخرة .. ورحم الله الإمام ابنُ القيِّمِ حين قال في نونيتِه: كَذلكَ الجَبَّارُ في أَوْصافِهِ * والجَبْرُ في أَوْصَافِه نَوْعَانِ * جَبْرُ الضَّعِيفِ وكُلُّ قَلْبٍ قد غَدَاَ * ذَا كَسْرَةٍ فَالجَبْرُ مِنْهُ دَانِ * والثَّاني جَبْرُ القَهْرِ بِالعِزِّ الَّذي * لا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ