هذه الحياة مليئة بالعجائب والمفاجآت فتارة ترى الأسد و تارة ترى الثعلب و أخرى ترى الثعبان وهكذا تتلون أمامك الدنيا و تتقلب أمامك الأمور فمن كان بالأمس صعلوكا أصبح اليوم محترما نزيها ومن كان بالأمس القريب فقيرا أضحى اليوم غنيا و من كان بالأمس أبن الأكرمين أضحى ذليلا و من كان وضيعا بالأمس اصبح اليوم بماله ومركزه من كبار بل من وجهاء البلد. لكن في المقابل كما قيل في المثل:- الأصيل أصيل...مهما تلون الناس و تبدل حالهم وأحوالهم هو ذاك الذهب الأصيل...بصدق حديثة و عفويته في كلامه و طيب محياه و نبرات صوته الشجي و مواقفهم الشامخة الثابتة بقلب نظيف لا يعرف الخوف أو الخداع أو التملق أو الضغينة أو الكبر و إبراز النفس على الآخرين بل معهم في الميدان و جل همومهم الارتقاء بالوطن وأبناءه ليكونوا في مقدمة العالم و علم يرفرف عاليا في كل الميادين تحت راية التوحيد. حصلوا على مراكز متقدمة و حصدوا كثيرا من جوائز التميز والمراكز الأُول محليا هو و زملاءه لمرات عدة و عند المباركة له ولفريقه رد بمقولة الواثق المتواضع:- إنها عملية تكاملية و أنتم من صنع الإنجاز...حقا نعم (نحن)هذه الكلمة التي تشحذ الهمم و تزيل الفوارق الوظيفية وتبعث في القلوب الاطمئنان و تزيل العراقيل و تبعث في النفس الأريحية لمن يعملوا مع هذه القامات العظيمة والخبرات المتمرسة في الميدان التربوي. وبرغم اختلافنا كثيرا في وجهات النظر وفي طرق العمل و تقبلهم ذلك بصدور رحبة إلا إننا نتفق كثيرا في الخطوط العريضة والمبادئ و المعتقدات...حقيقة أنه لا يستحق اسم مكتب وحتى إدارة عامة....إنه يستحق أمانة تعليم بل قل جامعة وأكاديمية تحوى نخبة من أفضل الكوادر التعليمية و الإدارية والقيادية بل تشكل ثقل لا يستهان به على مستوى وزارة التعليم. إنه مكتب التعليم بمحافظة خميس مشيط وعلى رأسهم الاستاذ الفاضل/سعيد بن محمد آل سويد والكونترول الاستاذ/معيض و المهندس التعليمي الاستاذ/سعيد ربيع ووو كلهم نجوم وقامات كبار احترت بأيهم أبدأ بل عندما أدخل هذا المجمع العلمي أرمي بكل هموم العمل خلفي و استمع لعذب حديثهم و وصايهم و مواقفهم المشرفة والتي يتحدث بها القاص قبل الدان. فهذه مباركة مني لمدير المكتب وزملاءه الأكارم بحصولهم على المركز الأول على مستوى المكاتب و حصولهم على جائزة التميز للمرات المتتالية رغم قلة الإمكانات المادية والبشرية ولكثرة المدارس حيث أنه يتبع لهذا المركز أكثر من 300 مدرسة بنين ومثلها بنات ولكن لم يكن ذلك عائقا بل كان حافزا لينالوا المراكز المتقدمة والرفع بمنطقة عسير تعليميا ولسنوات مضت وحتى الآن...فالذهب الأصيل لا يصدأ وكذلك معادن الرجال لا يصدأ أو يعتريه التغيير عبر تعاقب الإدارات و اختلاف الاتجاهات و تغير الأزمان فلا زالوا يعملون وعلى ربهم يتوكلون و كلنا إلى الله سائرون. ولا زلنا نتطلع لمقام الوزارة بفتح إدارة تعليم بهذه المحافظة والتي تستحقها منذ زمن بعيد، و ننتظر بمقدم معالي الوزير الجديد وزيارة أمين إدارات التعليم والذي زار المنطقة و اطلع على كافة الأنشطة و جمع ما يقنع الولدان بأن محافظة خميس مشيط تستحق إدارة تعليم مستقلة أسوة بمحافظات أقل منها عددا و عدة و مساحة بل تحوي محافظة خميس مشيط عددا كبيرا من المراكز والتي تم فتح مكاتب تعليم محدثة ليتم تفكيك مطالب أهالي المحافظة. ومع ذلك لا زلنا نتعشم بولي الأمر حفظه الله و ولي عهده الأمين النظر بموضوعية بضرورة فتح إدارة تعليم بمحافظة خميس مشيط و مقام الوزارة، بحيث تكون لها وقفة تاريخية و بصمة واضحة و قرار إنصافي بفتح إدارة تعليم...فمكتب التعليم مؤهل لإدارة تعليم بما يحويه من كوادر جاهزة للعمل فهم اهل التميز والحصاد لجل المراكز المتقدمة فهم نعم الرجال ونعم المعادن التي لا تصدأ. مرداس 2020