✒أصبحت ظاهرة نشر الشائعات وتداولها هي دين البعض في وسائل الإعلام الجديد. والشائعة هي انتشار الخبر من دون التثبت من صحته . ومعنى شاع أي ظهر وانتشر وأذيع به كما في قوله تعالى (ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخره والله يعلم وأنتم لاتعلمون ). والشائعة هي خبر أو قصة أو حدث يتناقله الناس دون تمحيص أو تحقق من صحته وهو في الغالب غير صحيح أو مبالغ فيه سواء بالتهويل أو بالتقليل ؛ ليعطي الخبر دافعاً أقوى للانتشار . وتكون الشائعة ناجحة اذا حركت أمرا ما كان مكبوتا لتريح متلقي الاشاعه أو قد تحدث له تأثير معاكس . وتعتبر الشائعات ظاهره خطيره ومدمرة للمجتمعات والأشخاص لما يترتب عليها من أمور سواء فيما يخص أفراد أو مجتمعات أو دول . وهي ليست وليدة اليوم بل هي موجودة ومؤثرة في أمّم قديمة قدم الجنس البشري ولها أهداف وأغراض ووسائل نقل حسب المجتمع والبيئة فقديما كانت تنتشر عبر مايسود في المجتمعات من أمور وخرافه كالصين ومصر أو فلسفه كاليونان . ومثل ماحدث في نشر الشائعات عند الحروب للتأثير على الروح المعنوية للعدو وقديما أدت الشائعات إلى موت سقراط بتهمة انه كان يفسد اخلاق الشباب ويدفعهم للتمرد والعصيان . ومن أشهر من استخدم الشائعات في العصور الوسطى المغول ولعبت الدور الاقوى لانتصاراتها في تلك الفتره . وفِي التاريخ نماذج أيضا للشائعات مثل شائعة مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وهناك أيضا حادثة الإفك التي حاولت تشويه صورة السيده عائشه رضي الله عنها . اذن على الرغم من أن الإشاعات لاتعتبر من الظواهر الحديثه في عالمنا المعاصر لكونها ظلت ملازمه لتطور المجتمعات والدول على مر العصور فإنها باتت في وقتنا الحالي من اخطر الاسلحه التي تهدد المجتمعات كسلاح نفسي أومعنوي أو غيره. كما أن الشائعات أصبحت في وقتنا الحالي تقف خلفها مؤسسات متخصصة ووسائل إعلام محترفة تقلب الأخبار وتستغل وسائل التواصل الاجتماعي لنقل الإشاعات والاكاذيب بسرعه كبيره فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الجديدان البديل هي المسيطره بالنظر لما تقوم به من أدوار متعددة الأبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وغيرها وتظل حاملة او مروجه لبعض الإشاعات. وحيث تمثل شبكة التواصل الاجتماعي مثل الواتس وتويتر فيس بوك سناب وغيرها واحدهدة من اهم الوسائل القويه في نشر الشائعات . * دوافع إطلاق الاشاعه : 1-قياس ردة فعل المجتمع تجاه امر ما. 2-جذب الانتباه وحب الظهور. 3- حب التنبؤ. 4-قد يكون مطلق الاشاعه يضمر في نفسه الكذب او الخيانه او الرشوه فيطلقها . 5-تشويه سمعة شخص معين لتغيير موقف المجتمع منه . 6-التمني والتأمل كما يحدث في نهاية كل اجازة بتمديدها او زيادة الرواتب او انخفاض السلع وغيرها . *كيف نحارب الإشاعات : 1-حفظ اللسان ففي الحديث الشريف من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه . 2- سلامة الإيمان بقول الحق او الصمت من كان يُؤْمِن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت. 3- التثبت من اي خبر. 4-ان تسود روح المحبه بين أفراد المجتمع بعيدا عن الفرقه والنزاع والفساد فالاشاعات تنخر جسد المجتمع وتبلي كيانه وتشتت أفكاره وتنشر البلبله والخوف والترقب . اذن لنعود لحالة الهدوء والسكينة ولنحسن استخدام هذه التقنيه بما ينفعنا فالشائعات الغام معنويه وقنابل نفسيه ورصاصات طائشه تفعل مالا يستطيع ان يفعله العدو وهي السلاح الفتاك المدمر للمجتمعات. اذن علينا حمل أمانة الصدق وإهداء المحبه والسلام والتسامح والوئام ونشرها بين المجتمع. فنحن جنود وحصن منيع لهذا الوطن. *ومضه: " الإنترنت هو المكان الأسرع والأكثر لتداول الكثير من الشائعات الغير حقيقية".