✒فإن الأنصار اسم رباني سمى الله عزوجل به سكان المدينةالمنورة والتي يطلق عليها في الجاهلية ( يثرب ) وهم من الأوس والخزرج خاصة ، وذلك لنصرتهم لرسول صلى الله عليه وسلم ،واستقبالهم له ، لدى قدومه إليهم مهاجراً من مكة ، ولمواقفهم المشرفة بعد ذلك في نصرة الدين الحق ونشره والدفاع عنه ، وإن الأوس والخزرج من الأزد يرجعون لقحطان . وللأنصار مناقب وفضائل ثابتة في كتاب الله الكريم وصحيح سنة سيد المرسلين ؛ أشير إلى بعضها موجزة وهي كالتالي: 1- أن الله عزوجل هو سماهم:الأنصارفي قرآن يتلى إلى قيام الساعة ، وخصهم بذلك فضلا منه ونعمة ، كما خص قريشاً بالنبوة. 2- خلد الله سبحانه وتعالى ذكرهم في كتابه العزيز لنصرتهم لرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه والقيام بنشر دعوته. 3- زكاهم الله عز وجل في آيات تتلى إلى قيام الساعة منها قوله تعالى: (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ) ،وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ). 4- خصهم الله تعالى بهجرة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم. 5- خصهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة واختار لهم نفسه المعصومة ولم يختر لهم لعاعة الدنيا التي تألف بها أقواما ولولا الهجرة لكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امرءا من الأنصار. 6- أنهم من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم . 7- من أحبهم أحبه الله ،ومن أبغضهم أبغضه الله. 8- أخوال النبي صلى الله عليه وسلم وأخوال جده عبدالمطلب. 9- هم أول من آوى وأول من نصر. 10- هم بطانة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وخاصته. 11- لو سلك الناس وادياً أوشعباً ، وسلك الأنصار وادياً أوشعباً ، لسلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وادي الأنصار. 12- هم موالي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس لهم مولى إلا الله ورسوله. 13- هم موضع سره وأمانته صلى الله عليه وآله وسلم. 14- دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة ودعا لأبنائهم ، ودعا لأبناء أبنائهم ، واستغفر لهم. 15- أحب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مدينتهم ، ودعا لها بضعفي ما في مكة من البركة وأحب الموت فيها ، فأعطاه الله ذلك. 16- خير الدور دور الأنصار ، فثبتت الخيرية لهم. 17- حبهم من علامات الإيمان وبغضهم من علامات النفاق. 18- منهم أربعة جمعوا القرآن : زيد ، وأبي ، ومعاذ ، وأبوزيد رضي الله عنهم. 19- منهم غسيل الملائكة حنظلة رضي الله عنه . 20- منهم من اهتز عرش الرحمن لموته : سعد بن معاذ رضي الله عنه. 21- منهم عاصم بن ثابت رضي الله عنه الذي حمته الدبر. 22- منهم من وزنت شهادته بشهادة رجلين : خزيمة بن ثابت رضي الله عنه. 23- القبيلة الوحيدة التي حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم فروعها. 24- من أخافهم أخافه الله ، جلت قدرته ، ومن أراد بهم سوءا أذابه الله في النار ، كما يذوب الملح في الطعام ، وكما يذوب الرصاص في النار. 25- من آذاهم فهو ملعون ، وله عذاب شديد ، ولا يقبل له عمل وقد يوجد قلة من أبناء الأنصار اليوم ، من يتغنون بفضائل الأنصار ومناقبهم ، متناسين أن فضل هذا النسب وشرفه لايناله من الأنصار إلا من سار على درب ذلك الرعيل الأول من الأنصار ، ونصر الإسلام بسيفه ولسانه وقلمه وفكره وبكل ما يستطيع وبهذا يكون له شرف وفضل الانتساب إليهم . وتثار في هذا الأمر بعض الشبهات والمغالطات التي تعود للأثرة التي اخْتُصَّ بها الأنصار والتي تعد من معجزات نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث أخبر أنها ستصيب الأنصار بعده ، وقد أصابتهم ، كما أخبرصلى الله عليه وآله وسلم ومن تلك الشبهات: أولاً: أن يقال لك كل ما ورد من فضائل الأنصار ومناقبهم في الكتاب والسنة فهو خاص بالرعيل الأول من الأنصار ، ولا يشمل أبناءهم وذرياتهم اللاحقة ! فنقول له: لقد حجرت واسعاً ؛ بل هو فضل من الله ونعمة ، يعم كل مسلم على وجه الأرض ، إذا تحقق فيه شرط النصرة لله ولرسوله وللدين الحق إلى قيام الساعة فإذا كان من سلالة الأنصار فما الذي يخرجه من هذا العموم؟ بل هو من باب الأولى ، لقوله تعالى : { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرىء بما كسب رهين }. والأنصار أعرف الناس بأن كل ما يمكن أن يذكر في باب مناقب الأنصار وفضلهم ؛ فإنما هو عام في كل من نصر الدين الحق ، سواء من الأنصار أو من غيرهم من المسلمين ، ولا عبرة بما انحرف عن الفطرة وتغير من الأخلاق ، ويدركون في الوقت نفسه عظم المسئولية الملقاة على عواتق الأنصار وأجيالهم خاصة ؛ ليكونوا أهلا لأن تشملهم تلك الفضائل ، ولئن قصروا في حمل الأمانة وأداء الرسالة مع ما جبلوا عليه ورغم تاريخهم العريق والمشرف ورغم المناقب المخلدة لهم ولأجيالهم في الكتاب والسنة فغيرهم أحرى ألا يقوم بها ، ومع ذلك فمن كل قاعدة استثناء ،(وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ). وذلك أيا كانت فصيلته التي تؤيه..! ثانياً: أن يقال لك : أنت تبالغ وتضفي العصمة على الأنصار وأبنائهم! والرد عليه من مسلمة بديهية وهي أن ما يذكر من فضائل الأنصار ، لا تعني بحال من الأحوال العصمة والخلو من الأخطاء والعيوب ؛ كلا ؛ بل يوجد فيهم من العيوب والأخطاء ما يوجد في غيرهم من البشر ، فليسوا استثناء بأية حال ، فناسب تعليم أبناء الأنصار ما شرف الله به آباءهم وأجدادهم وما خصهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، على سبيل التحدث بنعمة الله ، ولكي تهتم أجيالهم بتوارثها وتناقلها بينهم وتوريثها جيلا بعد جيل ، وليست بنافعة لفاسدهم ، ومفسدهم ، وضالهم ، ومضلهم ، ومنتكسهم.. إلا أن يتوب توبة نصوحا ، أو يمنح حسن الخاتمة من رب العزة والجلال..! ثالثاً: قد يتمثل محب بقول ابن الرومي : لئن فخرت بآباءٍ ذوي حسب لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا فأقول : نعم صدقت، ونحن نؤمن بأفضلية كل قرن سابق للاحق كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم ؛ ولكننا نحث أبناءنا وأجيالنا على التأسي بأجدادهم واتخاذهم قدوات فنعرفهم بأخلاقهم وسماتهم ليحذوا حذوهم ، ولا يتصور التأسي بمجهول ، كما نرجو أن يكونوا ممن صدق فيهم قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ). مرتضى الأنصاري كاتب وباحث في " أنساب الأنصار ". [email protected] @mrtdalansari