الحقيقة التي لا نريد أن نعترف بها ، بل نتحاشى أن نصدقها ، هي أننا نعيش غربة مع أنفسنا مع أرواحنا . نحن بعيد جدا عن قلوبنا التي أنهكها القلق من الحاضر ، وعبث فيه الخوف على المستقبل ، قلوبنا في وجل دائم !!!! السعادة نسمع عنها ولا نعيشها بحقيقتها ، مجرد أننا نخدع أنفسنا بأننا سعيدون ، نضحك من غير نفس نسافر بلا متعة ، كشتاتنا عذاب جلوسنا على البحر أجسام و عقولنا بعيدة ، نجتمع لنشرب القهوة بلا حديث ، نزور الوالدين بلا بر ، إن رأينا من نحب اختصرنا الحديث معهم ، ننام في هم الصباح ونصبح في هم الغد أي حياة هذه . في الطائرة في المطعم في النادي في الفندق في البيت في المكتب في كل مكان همنا " الشبكه " لو ينتهي الشحن انقطعت الرحمة وعم العذاب ، أصدقائنا هم السناب والتويتر والواتس آب والانستقرام واليوتيوب ، لم يعد لنا حديث إلا معهم ولا مناسبة إلا بهم ولا عزاء إلا برفقتهم . مشاهيرهم أنسونا أنفسنا والنعم التي بين أيدنا وجعلونا ننظر في أيد الآخرين ، لم يعد يعجبنا ما لدينا ، اقترضنا واستلفنا وأخذنا من هذا وذاك لكي نلتحق بركب الآخرين نسافر بالدين وناكل بالدين ونسكن بالدين ونغير الآثاث الجديد بالدين و.....!!! في الصلاه نخوض في مسلسلات الدنيا إلى التشهد الاخير ، ما أحد عاجبه عمله ولا وظيفته ولا راتبه ولا دراسته ، منضغطين منزعجين نفسيات لو قال لنا أحدهم صباح الخير أجبناه "صباح الجن والعفاريت " ، ولو راجعنا أنفسنا لوجدنا أن الحياة جميلة وأننا نتقلب في النعم أو كما قال أخونا السوداني " نحن في زحام من النعم " ألسنا في غربة