إن من أخطاء وزارة التعليم فتح مكاتب التعليم والتي تعمل بشكل إدارة تعليم بدون صلاحيات أو حتى مخصصات مالية و يجيّر جميع الانجازات للإدارة العامة للتعليم بالمنطقة و كان الأولى أن تفتح إدارة تعليم أسوة بالمدن الأخرى،فمدينة كخميس مشيط لديها نمو سكاني هائل مع تهميش واضح من الإدارة العامة من استحداث مدارس وتوزيع للمعلمين وكذلك في عملية التفريغ لرواد النشاط وكأنها قطاع غزة أو صعده. لكن في المقابل هناك تجاوزات لهذه المكاتب سببه الرئيسي عدم معرفة الميدان التربوي أو تقليد المسئولية لأشخاص لم يتولوا إدارة المدارس أوصلهم شهادتهم العلمية و علاقاتهم الاجتماعية و خنوعهم للمسئول ليصب جام تهديده و لسانه عليه طمعا لبقائه مدة أطول علي كرسي الحلاقة. وكما أسلفت سابقاً بأن هناك إشكالية في المعلمين هذا العام وإعطاء المدارس بالقطّارة حسب أعداد الفصول و الحصص وعودة مدرس إلا ربع وربع معلم أو زدّ عليه أو انقص منه قليلا،بينما هناك مدارس تعطى فائض في المعلمين لرضا الوالي عليهم وحسن علاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية مع المسئولين في المكتب أو لقرابتهم أولشللية معينة وتفريغ البعض في أماكن نائية ليبعد عن الأنظار كمدارس الشيق والتوفيق والحيمة وخلافها ثم ترشيحه بالضغط على بعض المدراء ليرشح للقيادة المدرسية أو الإشراف وليس مدرسة أبوعبيدة منا ببعيد. وتطرأ كل سنة عملية قبول الطلاب،وتعج المكاتب بها قبل بداية العام الدراسي ويرد للمدارس خطابات غير نظامية لأن اللجنة تبدأ مع بداية العام الدراسي كتشكيل ثم تمارس أعمالها بعد أسبوع أو أسبوعين وبعد إجراء عملية المسح بواقعية و تسديد المدارس بحسب الشاغر وقرب الطالب من المدرسة. ولكن نرى أن المدرسة الجادة والتي تعمل بجد تُطلب من ولي الأمر بغض النظر عن القرب أو البعد أو المغذية من الابتدائيات، بل يستغل بعض العسكر الحد الجنوبي دون إثباتات رسمية في التسجيل في المدارس التي ليست ضمن مربعه السكني بحجج واهية وتقسم المدارس(لطبقات اجتماعية- وقبلية- سلوكية- واختلاط - وخلافه) مما يشكل ضغطا لبعض المدارس دون الأخرى. بل تولي لجنة القبول فكر العنصرية في تلبية رغبات أولياء الأمور لجماعة و إرغام مديري بعض المدارس بغرب الخميس بقبول أبناء جماعته رغم إقفالها للقبائل الأخرى مع أنهم يحملون الهوية الوطنية ولكن يبدو أن أبن الأكرمين متأصل في هذه المكاتب على جميع الأصعدة والله المستعان. وتبنّي استخدام أسلوب المقايضة من قبل مسئولي المكتب في عملية قبول الطلاب بنغنغة مدير المدرسة بالمعلمين المنتدبين مما يسبب حرجا و إخلالا بالمصداقية و الأمانة الوظيفية والخلق الإسلامي النبيل ولكن يبدو أنها سياسة المكتب ومن شابه أباه فما ظلم. ومما يزيد الطين بلة هو عزوف المعلمين عن تولي ريادة النشاط في ظل التوجهات الوزارية بهذا الصدد مع عدم الوضوح في الآليات و المناهج الواضحة بهذا الصدد مع غياب الحوافز المادية والمعنوية وكثرة البرامج المساندة والتي ليس لها مناهج و معلمين مفرغين مثل برنامج فطن و خلافه دون تعيين تخصصات وتوجهات معينة تخدم أهداف هذه البرامج الفكرية. وهذا كله يدور في ظل علم و غياب من المسئولين بالإدارة العامة واللذين انشغلوا بتعقيد إجازات وانتدابات الموظفين وتأخير معاملات المواطنين،أو تقاسم الكعكة مع شركة ناقل وستر آل راكان وتأجير مواقف للسيارات و تزويد وسائل النقل بالوقود من محطاته الخاصة دون النظر في معانة الميدان التعليمي أو ردع الجهلاء عن جهلهم وتبصيرهم بالأنظمة واللوائح،وعمل خطة مدروسة قبل بداية العام لاستقبال الطلاب بالتنسيق مع مديري المدارس. اعتقد أن فكرة إدارات تعليم بكادر كامل أفضل من مكتب تعليم ليعمل بكل صلاحية ويتابع بقوة قرار و إمكانات مادية وبشرية دون الرجوع للأب الروحي واستعطافه ليمنّ أو يفرط أو يقتر. مرداس 2020