1 - إلى وقت قريب ، كنت اعتقد أن العاطلين السعوديين عن العمل من الجنسين هم من حملة الشهادة الثانوية فما دون وقليل من حملة شهادة البكالوريوس من خريجي الجامعات السعودية وأغلبهم من ذوي التخصصات النظرية ، فإذا بكثير من الحاصلين على شهادتي الماجستير والدكتوراه من أرقى الجامعات الأوروبية والأمريكية وفي مختلف التخصصات العلمية عاطلون عن العمل !! 2 - وإلى وقت قريب ، كنت اعتقد أن تفضيل الأجنبي على السعودي في الوظائف يحدث فقط في القطاع الخاص ، فإذا بالعديد من المؤسسات الحكومية مثل الصحة والجامعات تفضل التعاقد مع الأجانب و"تركل" السعودي !! بل تستطيع القول : أن أسلوب القطاع الخاص (في الغالب) في التحائل على برنامج "السعودة" ونظامه لربما أرحم بطالب العمل السعودي من بعض مجالس الجامعات وبخاصة الجديدة ولجان التوظيف وإداراته في وزارة الصحة وبعض القطاعات الحكومية الأخرى من خلال تطويع أنظمة التوظيف للتشبث بالأجنبي والتعاقد مع موظفين أجانب جدد ومحاربة سياسة الإحلال "الموجودة فقط على الورق" !! 3 - وإلى وقت قريب ، كنت اعتقد أن الجن موجودة في السعودية فقط في أذهان كثير من العامة بفضل الثقافة الاجتماعية والإعتقادات الراسخة والقصص المترسبة في اللا واعي ، وبفضل وبعض شيوخ الدين الذين لا يألون جهدا في تغذية هذه الذهنية وتنميتها بفكرهم الخرافي 0 فإذا بالشرطة تتخذ جاهزيتها في مناطق مختلفة لملاحقة "الشباب" الذين يخططون لمطاردة الجن في الأماكن المهجورة داخل المدن !! وهذا يعني أن خيالات كثيرين من السعوديين وعقولهم الباطنة استطاعة أن تحول القصص الوهمية التي يرددها الموهومون إلى واقع بالنسبة لهم ، وأن السعودي أصبح مشغول بقضايا الجن والشيعة والليبرالية أكثر من همومه الحقيقية !! 4 - وإلى وقت قريب ، كنت اعتقد أن من الجن في الوعي الثقافي مسلمين وغير مسلمين كما أخبرنا القرآن الكريم بغض أن النظر عن انتشار مفاهيم تلبس الجن للإنسان وعلاج ذلك بالرقية والسحر وغير ذلك من الخرافات 0 فإذا ببعض من يدعون العلم الديني يصنفون معتقدات الجن إلى سنة وشيعة ، ولم يقتصر الحشو العقلي بالوهم وقصص المكرمات على نزول الملائكة يحاربون مع الثوار السوريين على ظهور خيول بيضاء بل خرج البعض الأخر عن هذا "المألوف" ليقول : الجن الشيعة يقتلون الثوار السنة في سوريا إلى جانب "الشبيحة" اقتداء بسنة مولاهم (غطرفة) هما سؤالان لا أكثر : إذا كانت الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية تقول : أن وظائف الأجانب في جميع التخصصات - إلا النادر - بخاصة في القطاع العام يمكن أن يعمل بها موظفون سعوديون من العاطلين سواء خريجي الجامعات السعودية أو الحاصلين على شهادات علمية من الخارج في تخصصات ومراحل علمية مختلفة ، وأن الفرص الوظيفية التي يمكن بسهولة إتاحتها وخلقها يمكن أن تغطي أعداد الخريجين في كل عام وتفيض !! فمن يقف وراء رفض بل ومحاربة الشاب السعودي وحرمانه من خيرات وطنه التي يذهب جلها للخارج وحرمان الوطن من مشاركة أبنائه في تنميته ؟! وإذا كانت مطاردة الشباب للجن ليست سوى نتيجة لتغذية عقولهم بالوهم والخرافات المغلفة بالدين فمن يدير العقل السعودي ؟! ومن يغلب عملية إثارة كوامنه الخرافية المكتسبة على عملية تفجير طاقاته الإبداعية ؟ ولمصحة أي فكرة أو منهج أو هدف يفعل ذلك ؟! 0000 تركي سليم الأكلبي