عندما نتكلم عن الثورات بصفة عامة فقد يتبادر للأذهان ثورات سياسية فقط...ونحن لا ننكر ذلك بأن أغلب الثورات العربية سياسية اقتصادية ولكن الثورات قد تكون علمية وتكنولوجية أو دينية أو خلافه وتبقى السياسة و الاقتصاد عنصرين أساسيين في أي ثورة. وبالرجوع لأول ثورة في تونس فكانت سياسية بحتة أي كانت ضد التكتاتورية وسياسة القمع و الفساد المالي للرئيس وزوجته و أقاربه ولكن أظن أنها أفضل الثورات حيث تمت في زمن قصير تغييرات سياسية وتمت الانتخابات وتشكيل الحكومة و تغيير بنود الدستور في وقت وجيز دون ضحايا مادية أو بشرية أو حتى وطنية. و بالنظر لمصر فلا زالت الإعتصامات و المظاهرات تتجدد أخرها عمال هيئة التعمير و الاستثمار وذلك لتحسين المرتبات و ترسيم الموظفين و في ميدان التحرير مظاهرات لوضع نهاية لحكم العسكر. ولكن لنكن منصفين هل حققت الثورة المصرية أهدافها السياسية والاقتصادية؟؟؟؟ قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) أو كما قيل (كيف ما تكونوا يولى عليكم ) و ( الناس على دين ملوكها ) حيث أن هناك خلاف هل هو حديث أو مثل دارج ولكن لا أحد ينكر أن هناك فساداً مالياً و إدارياً في كل مفاصل العمل الحكومي و الخاص بجمهورية مصر و سوريه ولن تستطيع تخليص أي معاملة شخصية إلا بأموال أو إكرامية بالمعنى الدارج لديهم ...وهذا بدوره جعل هناك تخصص الإكراميات أو الرشوة أو البخشيش حسب مركزه الوظيفي أو وضعه المادي أو مركزه التجاري أو الاجتماعي و ذهبت الأوساط المتوسطة و الفقيرة في مهب الريح بل تزايدت حتى قامت بثورات ولا تزال تحاول تغيير الواقع الأليم والذي لم تحقق سوى إزاحة الرئيس و عدم التوريث و الذي كان يسعى له الرئيس السابق. و للنظر لسوريا فليس مشكلة سوريا مشكلة توريث بقدر ما هو موضوع كرامة و موضوع سحق كلمة الشعب بالرصاص وكما قيل (من شابه أباه فما ظلم) والكل يعلم ما فعل حافظ الأسد بأهل حماه و كيف قتل وسحق شعبه لأجل الحكم و الاستبداد بل وجعل كل الجيش من حزبه البعث و من فرقته الضالة. اعتقد أن سوريا يجب أن تضع خارطة لمستقبل البلاد في حالة ضرب سوريا أو تقوية المعارضة والجيش الحر وتسليحه كما فعلت في ليبيا والتي لا زالت هناك حروب أهلية قبلية للسيطرة على مواقع سياسية و اجتماعية وقبلية. إن الكبت و تهميش بل وعدم سماع أصوات المواطنين والظلم يجعل الشعوب تتمنى الموت و تطبق المبدأ القائل (اطلب الموت توهب لك الحياة) وهذا ما جعل بعض بعض الشباب و الشابات يلجئون لأعمال تخريبية و مظاهرات ليسمع المسئول معاناتهم فعلياً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!! المهم هل سيحكم شرع الله في هذه البلاد المختلفة الأديان و المذاهب و العرقيات؟؟؟؟؟ وهل ستوزع المناصب الوزارية و المشاريع و الهبات على جميع أفراد الشعب دون تميز؟؟؟؟؟ هل سيغتني الفقير و ينتصر المظلوم و يقال للمحسن أحسنت و للمسيء أسئت؟؟؟؟؟ هل ستلغى الوسائط و يتم التعيينات على أساس منطقي علمي ؟؟؟؟ أم تستمر على ما هي علية؟؟؟؟؟ هل سيحاسب المسئول و المقصر مهما على شأنه أم سيأتي أسياد جدد؟؟؟؟؟ هل سيكون التطوير حقيقي معلن أم كلام ليل؟؟؟؟؟ هل سيسلم القوي الأمين مناصب عليا ؟؟؟؟ أم ينصب الخائن الذليل؟؟؟؟ هل سيكون نظام علي الكبير قبل الصغير ؟؟؟؟ أم يعفى الغني لغناه و يطبق على الفقير لفقره.....اعتقد أن العدالة الاجتماعية و السياسية و لاقتصادية هي في نظامنا الإسلامي لأن الله خالق الخلق وعارف مصالحهم و حدودهم و أنفسهم فوضع نظاماً قويماً لو طبق لما احتجنا لهذه الثورات,,,,,, مرداس 2020