بعضنا أصبح يبحث عن خطيب جمعة مناسب في أحد مساجد مدينته ،حتى لو بعدت عليه المسافة ،وطالت به المشقة ،لعل وعسى أن يجد خطيبَ جمعة يطرح عبر منبره، ومن خلال خطبه ما يفيد ،ويحمل له الجديد، خاصة في قضايا المجتمع المحلي ،ومجتمعنا يحفل بالقضايا التي لا حصر لها ، وهي أحق بالتناول والطرح من قضايا خارجية ،قد لاتهمنا كثيرا،وإن كان لا يمنع الخطيب من تناول قضايا خارجية تهم الأمة الإسلامية والعربية دون تهييج للمشاعر بين فترة وأخرى،لكن هناك من القضايا ماهو جدير بخطباء الجمعة تناولها في خطبهم ،ووضع الحلول للحضور من المصلين لمواجهة تلك المشكلات لصنع حالة من (الوعي المجتمعي) المطلوب ،من تلك القضاياعلى سبيل المثال "الإسراف في الولائم والمناسبات ، السعي خلف المظاهر في حفلات الزواج ومادخل إليها من بدع لاصلة لها بما بعادات المجتمع وتقاليده،كطباعة دعوات الزواج على خشب ،أوإحضارها من الهند والصين،وإن كانت حرية خاصة ،لكنها تتنافى مع ما يقال عن غلاء المعيشة، وشكوى الناس من تكاليف الزواج وهم من يصنعها،والمبالغة في نحر عشرات الأغنام ،بشكل يزيد عن حاجة المدعوين،والتي يكون مصيرها مكب النفايات ،وما أكثر ما يفيض من وجبات الطعام،كما لدينا قضايا العنف الأسري الذي تنامت قصصه ،وتنوعت بشكل مخيف،حتى وصلت درجة القتل،والطلاق السريع الذي عانت منه فتيات ،من جراء سوء اختيار الزوج ،وتهاون الآباء في اختيار الكفاءة في الشاب،إما طمعا في المال ،أو إهمال التثبت من أخلاقيات الزوج،كذلك من قضايا المجتمع عنف الشوارع ،والإضرار بالبيئة ودور المواطن في الحفاظ عليها،وقضية الأمن الوطني، خاصة وقد لحظنا أن بعض المواطنين ، يلجأ للاستعانة بالمجهولين في أعمال البناء وغيره ،والبعض يقوم بتهريبهم إلى مدن الوطن ،والقضية التي تقض مضاجعنا تنامي التعصب القبلي ،وإثارة النعرات ،حقيقة ..كثيرة هي القضايا التي يمكن طرحها والاستفادة من حضور الناس يوم الجمعة ،كبارا وصغارا ومن جميع الأجناس ،بالإضافة إلى ما يهم المرء معرفته من أمور دينه ودنياه ،مايهمني هنا أن يعلم خطباء المساجد الدور التثقيفي الذي يجب عليهم القيام به ،مع الابتعاد عن الإطالة في خطبهم، والتقعر في استخدام اللغة التي قد لا يفهمها كثير ممن يحضر الجمعة،لأن تبسيط اللغة كي تبدو مفهومة وواضحة للمتعلم وغير المتعلم وللمقيمين مطلب مهم . [email protected]