. زارني في مكتبي قبل حوالي عشر سنوات وعلى غير العادة بعض الأصدقاء من أبناء منطقة عسير .. وأبلغوني أنهم يرغبون مني الانضمام إلى لجنة الأهالي .. وكنت أسمع عن هذه اللجنة .. والتي أقترحها صاحب السمو الملكي الأمير / خالد الفيصل بن عبد العزيز .. أمير منطقة عسير .. ( آنذاك ) .. وبعد مناقشات وافقت على الانضمام إلى اللجنة ودعمتها بمبلغ مالي ( محترم جداً ) .. رغم عدم قناعتي بالأهداف أو على الأقل ببعضها ( وهذه وجهة نظر ) ، وبعد مرور يوم تلقيت خطاب من رئيس اللجنة يشكرني فيه على الدعم السخي .. ويؤكد بأنني أصبحت عضواً في لجنة الأهالي .. وبكل أسف لم تتعامل اللجنة مع المثل الذي يقول (أطعموا المسكين من لحم ثوره ) ( لأنه لم يدخل بطني لقمة من لحم ذلك الثور ) .. وعلى فكرة معظم أعضاء اللجنة أعضاء بفلوسهم .. بمعنى أن العضوية مقابل الدعم .. ما عدا البعض فإن انضمامهم إلى اللجنة من باب التقدير المعنوي .. أي من باب المجاملة ، أو لغرض في نفس يعقوب .. أو لإضفاء شيء من الهيلمان .. وبعد ثلاثة أيام عقدت اللجنة اجتماعا في مبنى الغرفة التجارية الصناعية بأبها .. وكان محور الحديث يتعلق بالتحضير لحفل الأهالي بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله والتي لم تتم لأسباب لا نعلم عنها شيئاً حتى الآن .. والخلاصة أن معظم الأعضاء كانوا يرون ضرورة تكليف القبائل ورجال الأعمال بالمشاركة في تكاليف المناسبة دون أخذ رأيهم أو موافقتهم .. في إيحاء بأن هذه هي رغبة سمو الأمير .. وهذه الرغبة والتي أتضح لي فيما بعد عدم صحتها .. هي ذاتها التي أنطلق منها البعض في فرض ( إتاوة ) على كل من يحمل سجل تجاري أو رخصة بلدية دعماً جبرياً للسياحة وكنت وحسب عادتي في (اللقافة) المعترض الوحيد في كل من الموضوعين .. واقترحت فيما يخص الحفل أن يتم توسيع دائرة الاجتماع .. ليحضره جميع مشايخ القبائل في المنطقة ونوابهم والأعيان وكبار التجار والصناع ويطرح عليهم الموضوع بشكل ودي .. وأنا على ثقة بأنهم سيتسابقون على المشاركة والمساهمة في المناسبة .. وبنفس طيبة نابعة من أصالة الكرم التي تشتهر بها هذه المنطقة وأهلها مع جميع الضيوف عموماً فكيف وضيف المنطقة الكبير هو خادم الحرمين الشريفين .. الملك / فهد بن عبد العزيز .. رحمه الله .. وبالفعل نال اقتراحي تأييد معظم الحاضرين .. إلا أن أحدهم رفض الاقتراح .. بحجة أن سمو الأمير لن يوافق عليه .. وطلب أن يتم جمع المبالغ بالطريقة إياها ( أي بالرضا الذي يشبه الغصب ) .. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إنه أستطاع وبدعم من بعض الأعضاء .. إقناع سمو أمير المنطقة باستبعادي من اللجنة وحجتهم أن لساني طويل أكثر من اللازم .. وأن صراحتي تزعجهم وتحرجهم .. وكان لهم ما أرادوا .. وبعد أقل من أسبوع واحد من انضمامي لتلك اللجنة تم إشعاري بأنني انضممت إلى الأهالي الغير مرغوب فيهم في هذه اللجنة .. وأحمد الله أنهم لم يقترحوا مصادرة الجنسية مني كما صادروا تبرعي .. عموماً .. أعود إلى الحديث عن تلك اللجنة وأقول إنه آن الأوان لتغيير مسمى هذه اللجنة من لجنة الأهالي ( والتي ليس لها من أسمها نصيب ) .. إلى ( لجنة التشريفات والمناسبات والمحسوبيات ) .. وخصوصاً وأنني لم أكن ألبس البشت باستمرار .. كما يفعل معظم أعضاء تلك اللجنة حتى وهو نائم .. ومن ذلك الوقت وحتى الآن وإلى ما شاء الله وأنا في القائمة \" الغبراء \" لتلك اللجنة ولله الحمد . لذلك وبعد كل هذه الإخفاقات لهذه اللجنة وعدم تقديمهم أي شيء لصالح المنطقة .. فإنني ومن هذا المنطلق أؤكد بأن تمثيل الأهالي الحقيقي يجب أن يكون من خلال مجلس المنطقة أو المجلس البلدي أو من خلال لجان منبثقة من أحد أو من كلا المجلسين .. وأعتقد أيضاً أن بعض الأعضاء لم يفهموا الرسائل التي وصلت إلى اللجنة عندما لم يتم استقبالهم من قبل بعض المسئولين في الرياض .. وحتى من قبل أمين منطقة عسير \" الجديد \" .. بحجة أنه لا يوجد شيء أسمه ( لجنة الأهالي ) .. وقبل الختام .. أحب أن أنوه إلى أن ( إتاوة ) دعم السياحة في هذه المنطقة خلافاً لكل المناطق ما زال يتم إستحصالها .. ولكن الحال تغير من دعم الأنشطة السياحية إلى دعم التنقلات بالطائرات الخاصة والسيارات البنتلي والأجنحة في الفنادق الفخمة .. ولذلك فإنني أطالب سمو أميرنا الحبيب بتوجيه أمره الكريم بتوقف الغرفة التجارية عن إستحصال هذه المبالغ بحكم أن السياحة أصبحت جهازاً حكومياً وليس في حاجة إلى الدعم من جيوب المواطنين .