من ينكر فضل الوالدين فهو عاق وجاحد لفضلهما.. والله سبحانه وتعالى أوصانا ببرهما فقال عز من قائل “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا\" إلا أننا نلحظ عقوقا من بعض الأبناء يحمل صورا متنوعة فبعض الأبناء يبتعد عن والديه تماما بعد زواجه وتكوين أسرته أو لم يعد يحسن إليهما بالتنكر لهما أو يضطر إلى رميهما في دار المسنين للراحة منهما ويتظاهر أمام الآخرين أن هذه رغبة الوالدين وفيه راحتهما . والقصص الموجعة بحق الآباء كثيرة تعكس تغييرا في المفاهيم والقيم وطغيان للحياة المادية البعيدة عن العواطف وتقدير صلة الرحم.-أحيانا- عندما أسمع من يطلق كلمة“الشايب” على والده في معرض الحديث عنه مع أصدقائه أشعر بالحزن يتملكني وأتذكر قول الشاعر:- فلما بلغت السن والغاية التي ... إليها مدى ما كنتُ منك أؤمِّلُ جعلت جزائي منك غلظةً وجلافة ... كأنك أنت المنعم المتفضلُ فليتك إذ لم تَرعَ حق أبوتي ... فعلت كما الجار المجاور يفعلُ ... فهذا نوع من الجحود وعدم الاحترام الذي يستحقه الأب بحسب وجهة نظري فالوالد يسعده أن يسمع كلمة تسعد مشاعره في سنه المتأخر .. وكذلك بالنسبة للأم عندما يقال عنها (العجوز) في معرض احاديث بعض الشباب وكأن هذا الشاب أو ذاك سيرهق نفسه أو يتعبها فيما لو قال \"الوالد أو والدتي \" ربنا يحفظهما .. والكلمة وإن كانت كلمة الشايب أو العجوز لا تحمل مدلولا سيئا إلا أنها غير لائقة في حق من تعب وسهر وربى وتحمل الكثير من التعب في سبيل أبنائه وتربيتهم وتوفير كل متطلباتهم الحياتية والنفسية لعلكم تتفقون معي . هذه دعوة إلى الأبناء العاقين لكي يراجعوا طريقة تعاملهم مع والديهم ويحسنوا إليهم ويوقروهم في كل شيء قبل أن يفوت الأوان