حينما يكون القوي هو المحارب ، ويكون الأضعف هو المقاوم لهذه الحرب .. فأن الأمر هنا طبيعي جدا ، ولا غرابة فيه البتة . لكن حينما ( تنعكس الآية ) ، وتنقلب الموازين ، فيكون المقاوم هو القوي والأقوى عدة وعتادا ، ويكون المحارب هو الأضعف والأضعف إمكانات وإمكانيات . فأن هذا مما يثير الدهشة والاستغراب . هنا تكون كل الفرضيات معكوسة . ويكون المقاوم للحرب هو المنتصر دائما .. ويكون المحارب مهزوما آليا ونفسيا . فإذا سلمنا بأن نتاج القلم يصبح بعد نشره بلحظات باهتا لا طعم له ولا لون ولا تأثير بسبب غسله بالماء البارد ( المقري عليه ) لإسقاط النقط ( تحت ) الحروف ! فأن برامج قناة فضائية حوارية من المؤكد أن لم يشاهدها \" المسؤول \" نقل له مضمونها ! بمعنى أن من الصعب ( رش ) شياطين الفضاء بالماء البارد .. ! مثل هذه البرامج الحوارية التي تعرض أدوات وآليات الحرب التقليدية لشيخ طاعن في السن ، شاب تاهت خطاه ، وامرأة مستضعفة في الأرض .. ومن أدوات هؤلاء المحاربين : \" غصة تنشب في الحلق \" ، صرخة مبحوحة ، ابتسامة ساخرة ، وكلمة ترتجف قبل أن تنطلق عبر شفتين جافتين . وحين يفرغ المحارب ما في جعبته يأذن المذيع - الذي يُخيّل إليه أنه \" يتربع \" على كرسي \" بانكيمون \" ! - للطرف الآخر الذي يمثل عناصر المقاومة ! .. بالرد .. وما أدراك ما الرد .. آليات مدرعة وأدوات مُشرعة .. ! ولنتعرف أكثر على دفاعات المقاومة الباسلة نجدها تنقسم إلى قسمين القسم الأول دفاعات مادية وتتمثل في : 1- أذان صُمٌّ أو صماءٌ ! 2- جنود مسلحون بعشق البيروقراطية لحراسة منشآتها وآليات المتخلفة .. ! القسم الثاني دفاعات نفسية ذات جانبين مهمين .. جانب دعائي .. يتمثل في : الحديث كثيرا عن ذوات عناصر المقاومة . والحديث كثيرا عن المشروعات الدعائية ل \" خارطة الطريق \" بهدف وضع حلولا للمشكلات التي سببت الحرب بين ( المحاربين ) وعناصر المقاومة ! ثم تحجيم المشكلات والتهوين من آثارها السلبية . - و... الحديث كثيرا عن الجهود المبذولة . وهو حديث يحل محل \" صواريخ أرض جو أرض ! الجانب الآخر ( تحطيم نفسي )يتمثل في تحميل الخصم استمرار أسباب المشكلات القائمة. وإذا أردت مثالا للجانب الدعائي ومشروعاته فانظر إلى \" صندوق تنمية الموارد البشرية \" .. رئيسه تاجر ..! فكيف يمكن لرجل من رجالات القطاع الخاص الذين يقاومون ( السعودة ) في الأساس أن يعمل على سعودة وظائف القطاع الخاص ؟!! ولأن مقدم البرنامج \" أمميّ محايد ، فقد تقبل كل التبريرات الدفاعية عن وجود موظفين غير سعوديين في صندوق تنمية الموارد البشرية .. ! فأي تنمية يمكن أن يقدمها \" الصندوق \" إذا كانت حجة رئيسه في تبرير وجود موظفين غير سعوديين هي ذاتها الحجج التي يحتج بها القطاع الخاص مثل : ارتفاع راتب الموظف السعودي وعدم وجود سعوديين تقنيون وفنيون .. ومنها هذه التخصصات (النادرة بالنسبة للصندوق – كما يقول رئيسه - برمجة الحاسب الآلي وصيانة الشبكات والسكرتارية ) ! وإذا أردت المزيد فانظر إلى واحد من أمثلة دفاعات المقاومة وهو قول أحد عناصر المقاومة الباسلة : لم نقرر منح مكافأة مادية للعاطل عن العمل حتى يجد عملا بسبب عدم وجود معلومات تقنية تربط بين جميع مؤسسات القطاع العام من جهة والقطاع الخاص من جهة أخرى بحيث تتوقف المكافأة آليا بمجرد التحاق الشاب بالعمل !! فعلى ماذا تدل هذه ( الآلية الدفاعية من آليات المقاومة ) ؟ وأخيرا ، إذا أردت المزيد من التعرف على المقاومة وآليات استمرارها في تحقيق النصر تلوى النصر فانظر إلى الأنظمة القديمة كيف يعاد ترقيعها كلما ( كبر الشق ) ؟! تركي الأكلبي [email protected]