أشارت بيانات المجلس العالمي للذهب إلى أن احتياطيات مؤسسة النقد السعودي «البنك المركزي في السعودية» ارتفعت إلى 323 طناً وذلك مقارنة مع 143 طناً حسب التقرير السابق للمجلس. وعلى حسب الأسعار الحالية للمعدن فإن قيمة هذه الاحتياطيات تقدر بحوالي 7 مليارات دولار أي ما يقارب 26.25 مليار ريال وذلك بحسب ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز. وحسب هذه البيانات فإن السعودية أصبحت الدولة رقم 16 في العالم من حيث احتياطيات الذهب متقدمة على دول مثل بريطانيا وأسبانيا، علماً بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أكبر مالك للذهب في العالم حيث تبلغ احتياطياتها حوالي 8134 طناً. ونقلت عن محللين قولهم إن الزيادة ربما تكون بسبب تغيير الطرق المحاسبية وليست نتيجة عمليات شراء جديدة، وتشير بيانات مؤسسة النقد الدورية إلى ملاحظة بأن بيانات الذهب تم تعديلها بدءاً من الربع الأول 2008 بسبب تسوية حسابات الذهب. وأضاف المحللون بأنه يحتمل أن تكون المؤسسة قد أضافت كميات من الذهب لم تكن تحتسبها سابقاً كاحتياطيات. وقال الدكتور عبدالرحمن السلطان أستاذ الاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود للجزيرة إن هذا التوجه الإستراتيجي مدعوم نظرياً بالظروف التي تمر بها العملات العالمية، وهذا الخيار قد يكون خياراً إستراتيجياً مناسباً خاصة وأن العديد من البنوك المركزية العالمية اتجهت إلى هذا المجال.. ففي العام الماضي شاهدنا الهند والصين تتبنى هذا الخيار وتبني المملكة لهذا الخيار لايزال محدوداً لكنه مناسب في ظل الظروف الراهنة. وأضاف الدكتور السلطان: إن الخيارات الحالية للبنوك المركزية التي تود بناء احتياطيات لها أصبحت محدودة جداً، والذهب هو الخيار الأفضل خاصة وأن الذهب مهيأ لمزيد من الصعود خلال الفترة القادمة وعن الخيارات الأخرى قال الدكتور السلطان إن اليورو كان أحد الخيارات في الماضي ولكن أوضاعه الحالية وكذلك المستقبلية أصبحت محطاً للتساؤلات.. وارتفاعات الدولار مؤخراً لا تعني بالضرورة قوة العملة ولكن ضعف العملات الأخرى خاصة وأن نسب المديونية لدى الولاياتالمتحدة وصلت إلى نسب كبيرة جدة وأصبح من الصعب السيطرة عليها وتعطي إشارات بانخفاض الدولار ولذلك فالذهب يعتبر الخيار الأفضل خاصة وأنه يوفر حماية للموجدات من تأثيرات التضخم. وعن كون زيادة هذه الاحتياطات لدى المملكة تشير إلى توجه إلى إعادة تقييم الريال أمام الدولار قال الدكتور السلطان إنه لا يعتقد ذلك في ظل الظروف الحالية، ولا يوجد مبرر لتعديل قيمة الريال أمام الدولار فالمبررات السابقة أصبحت غير موجودة. وعن كيفية توفير الحماية من التضخم قال الدكتور السلطان إنه يمكن أن يوفر الحماية من التضخم المستورد المترتب عن قوة الطلب بالمملكة ولكن لا أتوقع أن يقود الموردين وأصحاب الوكالات بعكس ذلك على الأسعار للمستهلك. يذكر أن مجلس الذهب العالمي قال العام الماضي إن الصين رفعت احتياطاتها من الذهب إلى 1000 طن وهو ضعف الرقم السابق أيضاً. كما تشير بيانات أخرى إلى أن الهند اشترت 200 طناً من الذهب بداية العام الحالي من صندوق النقد الدولي، كما أن روسيا ودولاً أخرى تشتري الذهب من منتجين محليين بشكل مستمر. وتعكس عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية عكسا للاتجاه الذي ساد خلال ال 20 سنة الماضية حيث كانت هذه البنوك تبيع الذهب.