خمسة وثمانون بابا يزلف منها المسلمون إلى المسجد النبوي الشريف ليلا ونهارا يبتغون ما عند الله في مسجد أسس على التقوى بناه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فأقام له ثلاثة أبواب من الجهة الجنوبية والغربية والشرقية ، هي أبواب الرحمة وجبريل وأبو بكر الصديق التي لا تزال موجودة حتى الآن . وكانت تلك الأبواب - كما يذكر المؤرخون - تكفي رواد المسجد آنذاك ، ومع تزايد عدد المسلمين لما تولى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إمارة المؤمنين شرع في توسعة المسجد سنة 17ه فقام بشراء الدور حول المسجد وأدخلها فيه ، فأضيفت 3 أبواب جديدة إلى المسجد ، ولم يزد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في عهده أية أبواب جديدة ، بل بقيت 6 أبواب قبل أن يستحدث بابا للنساء ثم تواصلت عبر العهود توسعة المسجد النبوي الشريف . واليوم من 3 أبواب للمسجد النبوي الشريف زيدت مع تزايد المسلمين القاصدي الزيارة حتى بلغت 85 باباً صُنِعت من الصاج الفاخر ومرّت صناعتها بأعلى التقنيات وأدق التصاميم .. وصارت الآن - بما أسبغه الله من آمن ورخاء على بلاد الحرمين - تفتح ليلا ونهارا ترحيبا برواد المسجد وفقا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بفتح أبواب المسجد النبوي الشريف على مدى الليل والنهار لمسجد رسول الله الذي تشد إليه الرحال من أقصى بقاع العالم . وتسلط وكالة الانباء السعودية في هذا التقرير كيف كانت أبواب المسجد النبوي على مر العصور وعلى رغم أن المسلمين كافة يشهدون للعهد السعودي بالعناية الفائقة التي نالها الحرمين الشريفين أكبر من أي عهد سلف إلا أن ذلك التقدير يمكن أن يتضاعف لو أجريت مقارنات بين أجزاء ولو يسيرة من المسجد قبل وبعد العهد السعودي حاضراً حيث أصبح المسجد النبوي اليوم تحفة معمارية بديعة التناسق والجمال إلى جانب اعتبار المملكة العربية السعودية أول دولة تشرّع أبواب الحرم أمام الزائرين على مدى الليل والنهار هي كذلك أول دولة بلغ فيها عدد أبواب المسجد النبوي 85 بابا جلبت من كل أنحاء العالم ومرت بمراحل من الصقل والزخرفة والتجفيف لم يسبق لها مثيل شأنها شأن كل أجزاء الحرمين الشريفين . وبقراءة تاريخ توسعة المسجد النبوي نجد انه أول ما بنى الرسول المسجد النبوي أقيمت للمسجد ثلاثة أبواب من الجهة الجنوبية والغربية والشرقية الرحمة وجبريل وأبو بكر الصديق والتي لا تزال موجودة حتى الآن . وكانت تلك الأبواب تكفي رواد المسجد آنذاك إذ تبلغ مساحته نحو 100 في 100 ذراع قبل أن تصير القبلة إلى ناحية الكعبة المشرفة وروى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال /// كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس 16 أو 17 شهرا/ وذكر القرطبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام رهطا على زوايا المسجد ليعدلوا القبلة فأتاه جبريل عليه السلام فقال // يا رسول الله ضع القبلة وأنت تنظر إلى الكعبة // وعندما تحولت القبلة نحو الكعبة المشرفة في شعبان من السنة الثانية للهجرة أُغلق الباب الذي في الحائط الجنوبي وحل محله باب في الحائط الشمالي . ويذكر المؤرخون أنه تولى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله إمارة المؤمنين شرع في توسعة المسجد سنة 17ه فقام بشراء الدور التي حول المسجد وأدخلها فيه فأضيفت 3 أبواب جديدة إلى المسجد ولم يزد ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه في عهده أية أبواب جديدة بل بقيت كما كانت 6 أبواب قبل أن يستحدث باب النساء . لكن التطور الأبرز في ذلك العهد حدث بحسب رواية المؤرخين في خلافة الوليد بن عبدالملك الذي وسع المسجد ووضع له 20 باباً منها ثمانية جهة الشرق وزين الأبواب من الداخل بالرخام والذهب والفسيفساء ثم توالت التوسعات للمسجد بعد ذلك ففي عمارة الخليفة العباسي المهدي بن المنصور بلغ عدد الأبواب نحو 24 بابا منها ثمانية أبواب في جدار الحائط الشرقي ومثلها في جدار الحائط الغربي وأربعة في جدار الحائط الشمالي ومثلها في جدار الحائط الجنوبي . وفي سنة 852ه في عهد السلطان الظاهر سيف الدين فُتح باب بالجهة الشمالية بالمقصورة الخشبية التي وضعها السلطان بيبرس أما في عهد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي (886 -888ه) فقد وقع الحريق الثاني للمسجد النبوي بعد حريق عام 655 ه وقد بدأ هذا الحريق في ليلة الثالث عشر من رمضان عام 886 ه على إثر صاعقة انقضت من السماء ونزلت على المئذنة الرئيسية في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد ثم انتقلت إلى سقف المسجد ومنه إلى مختلف أجزائه وتصدعت على إثره جدران المسجد وبعض مآذنه وتحطمت معظم أعمدته واحترقت المقصورة والمنبر . تمت الكتابة بذلك إلى السلطان الأشرف قايتباي فأمر بإعادة بناء المسجد كله وامتدت العمارة حتى رمضان 888ه وجرى فيها زيادة مساحة المسجد ولكن سدت معظم أبواب التوسعة العباسية وبقي للمسجد 4 أبواب فقط، وبقي المسجد النبوي الشريف بعد قايتباي قرابة أربعة قرون من دون أن يشهد عمارة كبيرة إلى أن جاء السلطان عبدالمجيد العثماني فأمر بتعميره عام 1265ه . وقد بدأت عمارة السلطان العثماني عبد المجيد خان عام 1265ه وانتهت عام 1277ه أي أنها امتدت حوالي 12 عاماً وتكلفت العمارة 750 ألف جنيه مجيدي حافظت هذه العمارة على الأبواب الأصلية للمسجد باب السلام وباب جبريل وباب النساء وباب الرحمة مع إضافة باب خامس في الجهة الشمالية سمي بباب المجيدي نسبة إلى السلطان عبدالمجيد . وبدأ التوسعات في عهد الدولة السعودية الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود الذي احتفظت توسعته بالأبواب الخمسة التي كانت في التوسعة المجيدية وأضيف إليها مثلها فأصبح مجموعها 10 أبواب 3 منها بثلاثة مداخل باب الملك وباب عمر بن الخطاب وباب عثمان بن عفان وباب عبدالعزيز والباب المجيدي فأصبحت بمجموعها عشرة أبواب . حتى جاءت أكبر توسعة في تاريخ المسجد في عهد خادم الحرمين الشريفين وهي التي بدأت عام 1405 ه وبلغت مساحتها 400500 متر مربع لتستوعب 650 ألفاً من المصلين وأُحدثت مداخل كبيرة في النواحي الشمالية والشرقية والغربية ويشتمل كل من هذه المداخل على خمسة أبواب متجاورة بعرض ثلاثة أمتار كما يوجد باب جانبي بعرض ستة أمتار في كل من جانبي المدخل الكبير وبذلك يصبح عدد الأبواب في كل مدخل كبير. وبني المدخل من الحجر الإصطناعي المكسو بالرخام من الداخل وبالجرانيت من الخارج وركبت في هذه المداخل أبواب ضخمة يبلغ ارتفاع الواحد منها ستة أمتار وعرضه ثلاثة . وتطلب صنع أبواب المسجد النبوي كميات كبيرة من الخشب تم الحصول على ما هو متوافر منه في أنحاء من العالم وجفف آلياً بالمملكة المتحدة ثم شحن إلى اسبانيا إذ صنعت هنالك الأبواب وفق أساليب عريقة لم تستعمل فيها المسامير أو الغراء أما العناصر الزخرفية النحاسية فصبت في فرنسا وصقلت ثم طليت بالذهب في مغاطس قبل تركيبها وبلغ وزن الباب الواحد عند تركيبه5 و2 طن وزاد عدد مداخل المسجد وأصبح عدد الأبواب 85 منها 29 باباً لدخول النساء علماً بأن الأبواب الرسمية عشرة فقط هي السلام والرحمة وجبريل والنساء والصديق وعبدالعزيز وعثمان بن عفان والمجيدي وعمر بن الخطاب وسعود أما بقية الأبواب فهي عبارة عن مداخل تابعة للأبواب الرئيسية ولذلك جرى الاكتفاء بترقيمها من دون إضافة أسماء إليها . وبعد قرار خادم الحرمين الشريفين القاضي بإبقاء أبواب المسجد النبوي الشريف مشرعة في وجه الزائرين والمصلين من المعتمرين والمقيمين وعدم إغلاقها طوال اليوم لفت اهتمام المسلمين أن تشمل الخطة إعادة جدولة زيارة النساء بإضافة أوقات جديدة لهن في مواعيد الزيارة وفتح أبوابه أمام المصليات اللائي كن لا يتوافر لديهن وقت كاف لزيارة الروضة الشريفة إذ كن يعانين من قلة الفترة المحددة والازدحام الشديد في روضة من رياض الجنة إذ تتوق المصليات إلى الزيارة لمدة أطول وبراحة أكبر لذا كان لفتح أبواب المسجد النبوي الشريف عظيم الأثر في قلوبهن. من جهته أكد مدير العلاقات العامة في وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي عبدالواحد الحطاب أنه تم تسهيل وتيسير دخول النساء للروضة الشريفة من بعد صلاة العشاء وحتى الساعة 12 ليلا إضافة إلى أوقات الزيارة النهارية المعتادة وأضاف ان وكالة الرئاسة لشئون المسجد النبوي هيئت إدارات ميدانية من الوكالة وقوة امن المسجد النبوي بتنظيم عمل دخول النساء للروضة الشريفة من دون اختلاط مع الرجال وذلك من خلال إخلاء منطقة كبيرة من الروضة والحرم القديم والحصوة الأمامية وجزء من التوسعة الشرقية وعمل مسار خاص بالنساء بعد ذلك يقوم قسم التوجيه والإرشاد النسائي بترتيب دخول الزائرات حتى يصلن للروضة ويؤدين الصلاة فيها ثم يتجهن بعد ذلك إلى مسار آخر خاص بالخروج تسهيلاً لهن حتى لا يقابلن الداخلات إلى الروضة ما يتسبب في الزحام ومضايقة النساء وعند ازدياد الإعداد توسع منطقة الدخول والخروج ومنطقة ما حول الجزء المخصص لهن في الروضة بأخذ جزء كبير من الحرم القديم والرحبتين ليكون أكثر سعة لاستقبال النساء القادمات إلى الروضة الشريفة. وبين انه تشرف على دخول النساء للروضة أعداد من الموجهات والمرشدات والمترجمات بلغات عدة والمدربات على طريقة العمل وحسن التعامل ووجود المشرفات عليهن ممن يحسن استقبال الملاحظات ومعالجتها في حينها أو نقلها للدراسة لعمل الحل المناسب بحسب ما يتطلبه الوضع .