فيما أكدت أمانة جدة أنها خاطبت إدارة الكهرباء بمنطقة مكة لقطع التيار الكهربائي عن حوالي 6 آلاف منزل تمهيدا لإزالتها أو ترميمها، طالب عدد من أهالي حي الصحيفة بجدة الأمانة والدفاع المدني بسرعة البت في وضع البيوت الآيلة للسقوط في الحي، وتقييم حالة المنازل المجاورة للمنزل الذي انهار يوم الجمعة قبل الماضية، مبدين تخوفهم من الوضع الأمني الخطر وحالات السلب والنهب التي تعرضت لها بعض البيوت بسبب فصل التيار الكهربائي الذي أحال الحي إلى ظلام دامس. وأبدى الأهالي استياءهم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهالي المنطقة وتكبدهم عناء الانتقال للسكن في أحياء أخرى، إضافة إلى مشاق التنقل بين حي الصحيفة حيث التزامات الحياة المعيشية التي تعودوا عليها من المدارس إلى العمل والتجارة. وقال مدير إدارة الدفاع المدني بجدة العميد عبد الله جداوي إن الأمانة هي المسؤولة عن تقرير سلامة البيوت أو عدم سلامتها من الناحية الفنية، موضحا أنه لأسباب احتياطية ولسلامة سكان هذه البيوت تم إخلاؤها، وفصل التيار الكهربائي عنها. وقد خاطب الدفاع المدني الأمانة، وطالبهم بإفادة حول سلامة البيوت، أو معاملتها كآيلة للسقوط في المنطقة المحيطة بالبيت المنهار. وأكد جداوي أن الدفاع المدني سيعاود مخاطبة الأمانة من جديد للحصول على التقرير. فيما أوضح مدير المركز الإعلامي لأمانة جدة أحمد الغامدي، أن الأمانة مازالت تراجع وضع البيوت في منطقة الصحيفة، وأنه لم يتم البت في أمرها بعد. وأوضح الغامدي أن الأمانة أعلنت عن فتح باب المنافسة لإعداد التقارير الهندسية ل 1000 مبنى آيل للسقوط، مؤكدا أنه ستتم ترسية العقد خلال الفترة القادمة، وإعداد التقرير الفني اللازم إذا ما كان المبنى يحتاج للترميم أو يحتاج إلى إزالة، ثم تقوم الأمانة بتوجيه إنذارات لصاحب المبنى والطلب بتطبيق ذلك فورا حفاظا على السلامة العامة، بحسب قوله.وأشار إلى أن الأمانة استقبلت عدداً من المراجعات لأصحاب المنازل التي تم إنذارها سابقا، وتطلب الأمانة الأوراق الثبوتية، وتعتزم مخاطبة إدارة الكهرباء في منطقة مكةالمكرمة بشأن قطع التيار الكهربائي عن حوالي 6 آلاف مبنى في القريب العاجل بعد أن تم وضع ملصقات على عدد منها بالترميم والإزالة، حتى يتسنى لمقاول الهدم المتعاقد مع الأمانة القيام بعمله بشأن إزالة المباني الآيلة للسقوط والتي مر على بنائها فترات طويلة.من جهته، أوضح عمدة حي الصحيفة والعمارية منصور عقيل الشرقي، أن الأمانة قيمت 15 بيتا آيلا للسقوط في منطقة الصحيفة، مضيفا "مع العلم أن المنزل الذي انهار خلال الأيام القليلة الماضية في حي الصحيفة لم يقيم من ضمن البيوت الآيلة للسقوط، والدولة لم تقصر بالدعم، ولكن التقصير هو من المسؤولين في الجهات الرسمية"، مؤكداً تكرار مخاطبته للأمانة، دون تجاوب، مطالبا بالتدخل السريع والبت في وضع البيوت في المنطقة، خصوصا أن الوضع الأمني الآن في خطر، وقال "ضعاف النفوس من المخالفين لنظام الإقامة يستغلون الوضع بالنهب والسلب". وأكد المواطن بندر باموسى، أن بيته ليست فيه مشكلة خصوصا أنه "من الأسمنت المسلح"، ولكنه لصيق للبيت المنهار بحي الصحيفة، ولذلك تم فصل التيار الكهربائي عنه مثل باقي البيوت في الحي. وقال "بعد فصل التيار انتقلنا للسكن بشكل مؤقت لدى أختي في حي الصفا الذي يبعد كثيرا عن حي الصحيفة، ونضطر للانتقال بين الحيين بسبب مدارس إخوتي، وعملي، وأقاربي الذين يعيشون في نفس الحي". ويتابع باموسى "ذهبت لإعادة التيار الكهربائي لكنهم حولوني إلى الدفاع المدني، وهم بدورهم طلبوا مني انتظار خطاب الأمانة، وعندما ذهبت للأمانة أخبروني أن الأمر سيطول إلى مدة لا يعلمها إلا الله".وفي ذات السياق، أكد المواطن فؤاد عبد الغني، أحد أبناء الأسر التي تسكن الصحيفة، على أحقية الأهالي في البت السريع بشأن عودة الحياة إلى طبيعتها في منطقتهم، وقال محذراً من حالات نهب وسلب حدثت لبعض البيوت التي هجرها أهلها بعد فصل التيار الكهربائي "نطالب بإزالة البيوت الخطرة والآيلة للسقوط، ولكن أيضا يجب الإسراع في البت في وضع باقي الأسر التي ترحلت عن مسكنها وموطنها وبيئتها، خصوصا إن كانت بيوتهم من الأسمنت المسلح ، وفي حالة جيدة وليس منها أو عليها ضرر، بحسب تعبيره. فيما أكد طاهر صالح أحد المقيمين ويسكن في البيت اللصيق للبيت المنهار، أن بيته تعرض للسرقة والنهب، حيث يضطر إلى النوم في مكان عمله بعيدا عن منزله، وقد اختفى من منزله بعد ثلاثة أيام من حادثة الانهيار "جهاز تكييف، وكومبيوتر ومكنسة كهربائية"، وأكد أن البيت يسكنه في الدور العلوي عوائل وتعرض منزلهم للسرقة والنهب أيضا، مؤكدا "أن المنطقة في الليل تبدو مرعبة فعلا، خصوصا مع وجود أعداد كبيرة من الوافدين الذين لا يحملون إقامات نظامية".