استانفت حركة الملاحة الجوية في بريطانيا أعمالها اليوم بعد أسبوع من التوقف العام نتيجة الرماد المنبعث من بركان أيسلندا الثائر فيما تم فتح جميع المطارات في الاقاليم البريطانية الاربع، كما عادت الحياة للكثير من مطارات القارة الأوروبية . وقالت مصلحة الطيران الوطني البريطاني في بيان لها اليوم، إن جميع الاجواء البريطانية فتحت امام حركة الملاحة الدولية وغير الدولية عند الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء حسب توقيت غرينيتش بحيث ُسمح للرحلات الدولية الطويلة بالهبوط في مطار هيثرو /غرب لندن/ والذي يعتبر أكثر مطارات أوروبا ازدحاما فيما كانت أول رحلة وصلت المذكور الرحلة القادمة من مدينة فانكوفر بكندا. ومن جانب آخر، أوضحت هيئة الطيران المدنى في المملكة المتحدة أن حظر الطيران سيظل مفروضا في بعض المناطق غير الآمنة حيث تزداد بها كثافة الرماد البركاني بينما أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية انها تتوقع وصول نحو عشرين رحلة جوية قادمة من الولاياتالمتحدة وأفريقيا وآسيا صباح اليوم الأربعاء أما الخطوط الجوية الفرنسية، مبينة أنها ستستأنف جميع الرحلات الطويلة ابتداءا من يوم الأربعاء على الرغم من توقف بعض رحلاتها إلى أجزاء من شمال أوروبا... ولكن سيظل مجال الطيران مغلقا في بعض أجزاء من ألمانيا وأيرلندا. وكانت سحابة الرماد البركاني قد تسببت في إلغاء أكثر من 95 ألف رحلة جوية داخل أوروبا خلال الأسبوع الماضي وقد يستغرق الأمر أسابيع أخرى لإعادة الركاب إلى بلادهم. وفى نفس السياق نقلت هيئة الاذاعة البريطانية عن علماء براكيين في أيسلندا قولهم إن / البركان الثائر في جنوب البلاد مايزال يلفظ حمما بركانية والرماد البركاني شهد تراجعا، بيد أن الأمر قابل للتغيير/. وأعلن متحدث باسم وكالة حماية المدنيين في أيسلندا أن البركان فقد 80 بالمئة من قوته التي كان عليها منذ أسبوع، إلا انه لم يستبعد أن يتسبب البركان الحالي في ثورة بركان كاتلا الأكبر والذي يقع بالقرب منه لكن مسؤولين قالوا انه لم يتم رصد أي نشاط لثورة هذا البركان الذي كانت آخر ثورة كبيرة له في عام 1918. من ناحية أخرى، قالت هيئة يورو كونترول المسؤولة عن مراقبة الملاحة الجوية في أوروبا إنه من المتوقع أن تقلع أكثر من نصف عدد رحلات أوروبا يوميا والتي تقدر 27 ألف و500 رحلة جوية فيما أشارت الهيئة التي تتخذ بروكسل مقرا لها إلى أنها متفائلة بعودة الأوضاع إلى طبيعتها خلال الأيام القليلة المقبلة. وفتحت أيضا جمهورية ايرلندا مجالها الجوي في حين أعادت النرويج فتح مجالها الجوي حتى منتصف ليلة الأربعاء. لكن يظل المجال الجوي في فنلندا مغلقا بينما أعلنت هيئة الطيران في الدنمارك عن فتح مجالها الجوي ابتداء من التاسعة صباح الأربعاء بتوقيت جرينتش. وفي ألمانيا تم تمديد حظر الجوي حتى منتصف الليل على الرغم من السماح بطيران 800 رحلة جوية على ارتفاع منخفض كما أعادت بولندا المجاورة فتح مجالها في الخامسة بتوقيت جرينتش. وتزامن ذلك مع قيام سفينة حربية تابعة لسلاح البحرية الملكية البريطانية بتحميل أكثر من 300 مواطن بريطاني كانت قد تقطعت بهم السبل في سانتاندر بشمال اسبانيا للعودة بهم إلى ديارهم.كما غادرت مدريد مساء الثلاثاء أول دفعة من أسطول الحافلات التي وعدت بها الحكومة البريطانية للمساعدة في عودة المسافرين العالقين إلى منازلهم . وكانت أسبانيا قد اقترحت على الدول الأوروبية استخدام المطارات الأسبانية التي تعمل بأكملها كمركز لحركة الملاحة القادمة إلى أوروبا. وشهدت مطارات اسبانيا اليوم إلغاء 342 رحلة حتى الآن, في سابع يوم لسلسلة إلغاء الرحلات الجوية بين اسبانيا ودول شمال أوروبا المتضررة بالرماد البركاني الثائر في ايسنلدا . وأشارت هيئة الطيران المدني الأسباني / أينا/ إلى أن عدد الرحلات المبرمجة لهذا اليوم 5.231 رحلة جوية, تم إلغاء 342 رحلة جوية منها حتى اليوم . وفي غضون ذلك أعيد فتح المجال الجوي في إيطاليا وشمال سويسرا في الوقت الذي تعمل فيه مطارات شمال ووسط السويد بصورة طبيعية على الرغم من إغلاق مطار ستوكهولم الرئيسي بسبب سحابة الرماد البركاني. وفي الوقت الذي يسعى فيه وزراء النقل في الاتحاد الأوروبي للسيطرة على الوضع بتقليل حجم المناطق المفروض عليها حظر الطيران نفى مفوض شؤون النقل بالاتحاد الأوروبي سيم كالاس الاتهامات بأن الاتحاد الأوروبي اتخذ وقتا طويلا بشان حركة الملاحة الأوروبية قائلا إن حياة الركاب كانت في خطر .. ونسبت الإذاعة البريطانية عن رئيس منظمة الطيران المدني الدولي روبرتو غونزاليس قوله إن أنظمة رصد الأخطار التي تنجم عن النشاط البركاني كانت تعمل على نحو سلس ولكن هذا الاضطراب الذي وقع لم يسبق له مثيل مما يتطلب إنشاء شبكة عالمية لتحديد مستويات السلامة بصورة روتينية.مؤكدا أن هذا العمل سيتم بالتعاون مع العلماء والحكومات وشركات الطيران والشركات المصنعة للطائرات.