أوصت دراسة أجراها فريق من طالبات سعوديات يدرسن في قسم التربية الخاصة في جامعة الملك سعود في العاصمة السعودية الرياض، بتعليم مادة الثقافة الجنسية للأطفال في المدارس الحكومية وأن المجتمع بحاجة لمثل هذه النوعية من الثقافة. واستندت تلك الدراسة السعودية إلى استبيان تضمن 12 عبارة عامة، بينما تكونت عينة الدراسة من 200 زوج وزوجة بالتساوي، من سكان مدينتي القطيف (شرق) والرياض، نصف العينة أزواج تراوحت أعمارهم بين 20 39 عاماً، أما النصف الآخر فتراوحت أعمارهم بين 40 - 60 عاماً. وكان المستوى التعليمي والأكاديمي للمشاركين ما بين المرحلة الثانوية إلى المستوى الجامعي. وأظهرت الدراسة تأييد 80 في المائة من أولياء الأمور المشاركين في الدراسة تدريس التربية الجنسية ضمن مقررات المراحل الدراسية، كما أجاب 43 في المائة أنهم يخجلون من محاورة أبنائهم في المواضيع الخاصة بالحياة الجنسية. وأشار 79 في المائة من المشاركين إلى أنهم يحاولون التصدي للأثر السلبي الذي يمكن أن يتركه بحث الطفل عن إجابات لأسئلته الجنسية مما شاهده ولفت نظره في مواقع الإنترنت والبرامج التلفزيونية، وقد أبدى 87 في المائة من الأهالي المشاركين انشغالهم في التفكير في موضوع التحرش الجنسي الذي يتعرض له بعض الأطفال. وقالت وكيلة قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود بالرياض، والمشرفة على الدراسة الدكتورة هنية محمود مرزا : \" إن التربية الجنسية من القضايا التي نحتاج إلى تسليط الضوء عليها ومناقشتها بطريقة علمية، وقد تم توجيه فريق البحث من الطالبات للتعرف على وجهة نظر الوالدين، ومستوى وعيهم لدعم التوجه للمطالبة باعتمادها كمقررات دراسية في المراحل الدراسية الثلاث\". وأضافت أن \"التربية الجنسية ليست موضوعاً جديداً، وإنما هي ضمن قائمة المواضيع الاجتماعية التي تتميز بالحساسية، ويتحرج الناس من نقاشها علناً، وبالتالي فمن المتوقع أن تقابل إما بالتأييد أو الرفض، لذا وكوني أنتمي لفريق المؤيدين، أوجه حديثي للرافضين أو المعارضين لهذا التوجه، وأذكرهم بأنه (لا حياء في الدين)، و(تفقهوا في الدين) \". وأكدت مرزا : \" أن التربية الجنسية من المواضيع المرتبطة ارتباطاً مباشراً بسلامة نمو الطفل وحمايته من الاعتداءات الجنسية التي قد يتعرض لها\". وقالت : \"بدأت نسبة التحرشات الجنسية للأطفال تتصاعد في مجتمعاتنا العربية نتيجة الحساسية والحرج المفرط في التأمل معها، ولذا ومن خلال توعية الوالدين وإقرارها كمقرر دراسي سوف يكون لها منهج علمي معتمد يكلف بتدريسه مختص مدرب ومؤهل تأهيلاً عالياً في الموضوع\". ويكفل ذلك أن يحصل الطفل ثم الطالب في مقاعد الدراسة على المعلومات الصحيحة عن جنسه البشري، وكيف يحافظ عليه، بدلاً من أن يترك الأمر للاجتهادات الشخصية من الوالدين، أو قد يلجأ الطفل للبحث عن إجابات لأسئلته المحرجة بطريقته، أو من الأقران الذين يتساوون معه في مستوى الفهم . وقد تناقلت العديد من وسائل الإعلام العربية والغربية خبر تلك الدراسة السعوديات التي تقول أن المجتمع السعودي بات بحاجة ماسة لتعليم مادة «الثقافة الجنسية» للأطفال في المدارس الحكومية. وذكرت الدراسة ،أن 80% من تلك العينة قد أيدوا تعليم مادة الثقافة الجنسية للأطفال في المدارس الحكومية. وبحسب الدراسة التي نشرت صورة منها صحيفة البيان الإماراتية في عددها الصادر اليوم أجمعت الآراء على أن التربية الجنسية، من الموضوعات المرتبطة ارتباطاً مباشراً، بسلامة نمو الطفل وحمايته من الاعتداءات الجنسية التي قد يتعرض لها.