روى البريطاني "بيتر هوارث" الذي اعتدى عليه رجال هيئة الأمر بالمعروف شمال الرياض مساء الجمعة 29 أغسطس، تفاصيل ووقائع ما حدث بينه وبين أفراد "الهيئة". وقال هوارث في بيان توضيحي له بشأن ما تعرض له: "ذهبنا للتسوق مساء الجمعة في الدانوب هايبر ماركت في حطين بلازا، ولاحظت أثناء التسوق ثلاثة رجال بدوا في (هيئة دينية) يتجولون في الممرات، ولا يشترون شيئًا ويتبعهما اثنان من حراس الأمن في السوق". وأضاف: "انتهينا من التسوق وطُلب منا استخدام خط الخروج الخاص بالعوائل، وعندما كنا في خط (الكاشيرة)، وعلى وشك الانتهاء من دفع قيمة المشتريات، اقترب الرجال الثلاثة بقوة واعترضوا على استخدامنا خط العوائل، وضايقونا، فطلبت منهم التوقف عن مضايقتنا والذهاب بعيدا لكنهم ظلوا على حالهم". وتابع: "عقب ذلك وقعت مشادة عندما أوضحت (الكاشيرة) لهم أننا عائلة، وانضمت إليها اثنتان أخريان من الكاشيرات، كما تدخل الأمن الخاص بالسوق ولكنهم استمروا في مضايقتنا، وأنا متمسك بموقفي، ثم بدأوا بعد ذلك في دفعي مصاحبين ذلك بالإساءة اللفظية لي ولزوجتي، وقام أحدهم بسحب بطاقة الصراف الخاصة بي من يد الكاشيرة ورفض إعادتها فاعترضت على ذلك، وتمكنت من استعادتها وجعلت زوجتي تدخل الرقم السري للبطاقة في جهاز سداد الفاتورة". وأشار هوارث إلى أن الرجال الثلاثة تابعوه من السوبر ماركت إلى موقف السيارات مع الإساءة اللفظية وسلوك التهديد المستمر، فطلب من زوجته أن تدخل السيارة بسرعة فيما قام هو بحمل المشتريات إلى السيارة بمساعدة السائق، مردفا: "وبينما أنا متجه لركوب السيارة، لاحظت أن أحد الرجال الثلاثة، الذين كانوا يقفون جميعًا أمام سيارتنا، يلتقط صورًا للوحة السيارة، وكان الناس قد تجمعوا حولنا في ذلك الوقت". وأوضح أنه عندما أراد الاحتجاج وقام بالتقاط صورة لهم بهاتفه كدليل على هويتهم فوجئ بثلاثتهم يهجمون عليه بعنف وألقوا به على الأرض وحاولوا دون جدوى أن يأخذوا هاتفه، مضيفا أنهم ركلوه مرارا، حتى إن زوجته اضطرت للنزول ودفعهم عنه ليستطيع الوقوف. وكما ظهر في مقطع فيديو قصير متداول الآن على وسائل التواصل الاجتماعي، صعد أحد الرجال الثلاثة على سيارة أخرى وحاول أن يقفز على ظهري ولكنه دفعني فقط للأمام في الحشد الذين ساندوني واستعدت وقفتي، وقامت زوجتي، في نفس الوقت، ودفاعا عن النفس، بضرب هذا الرجل، وسط محاولات من أمن السوق والجمهور إلى منعه من مواصلة مهاجمتنا، لكنه تمكن من ركل زوجتي في المعدة قبل أن اصل بها إلى الجانب الآخر من السيارة، لادخالها فيها. وذكر أنه تفاجأ باعتداء شخص آخر من الجمهور عليه حيث قفز فوق السيارة ثم ركله في الرقبة، فوقع مرة أخرى، ثم نهض ودخل السيارة وأغلق أبوابها. وتابع: "كنا قلقين جدا على سلامتنا في ذلك الوقت كما حاول الرجال الثلاثة إجبارنا على الخروج من السيارة، وسحبوا الأبواب وضربوا على سطح السيارة ونوافذها، محدثين ضوضاء كبيرة"، مشيرا إلى أنه قام بالاتصال على الدورية (999) وحضروا بعد وقت، ولكن لم يساعدوهما - وفقا له - وقالوا إنهم لا يرغبون في التورط في الأمر، ما حداه لطلب المساعدة من السفارة البريطانية. وذكر أنه بعد ذلك وصل مسؤول آخر في الهيئة أكبر سنا وأكثر احتراما بدا عليه الحرج على ما يبدو في تصرفات الرجال الثلاثة، وحاول التفاوض وتهدئة الوضع، وقال إنه يمكن لهما أن يغادرا دون إلقاء القبض عليهما، إذا حذفا صور الرجال الثلاثة من الهاتف، إلا انه رفض فاستمرت المناوشات وقد سدت سيارة الهيئة الطريق على سيارتهما لمنعهما المغادرة. ولفت إلى أنه بمرور الوقت شعر بقلق شديد من عنفهم، ولم يشعر بالراحة إلا عند وصول أمن السفارة البريطانية الذين رافقوهما إلى المنزل، مبينا أنه في اليوم التالي، تواصل رجال الشرطة في قسم حي الصحافة معه، وأخذوا البيانات كاملة، وكان الضباط في غاية المهنية والاحترام واصطحبوهما إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية. وتساءل: "كيف يُسمح لرجال بهذه الطبيعة العنيفة وعلى استعداد لركل امرأة ضعيفة لا تتجاوز نصف قامتهم بالعمل الرسمي العام؟ الحمد لله أن زوجتي امرأة قوية قادرة على المقاومة، وأنا فخور جدا بها وينبغي الإشادة بتصرفاتها ودفاعها عني". واختتم بالقول: "نحن واثقون من اتخاذ أعلى السلطات لجميع الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامتنا، والحفاظ على حقوقنا وحقوق جميع المواطنين والوافدين في هذا البلد". يشار الى انه من المنتظر ان تعلن الهيئة عن نتائج التحقيق في الحادثة يوم غد الثلاثاء .