كانت أولى الجرائم التي ارتكبها المتهم والذي يعمل معلماً، وهو متزوج ولديه ست أبناء، في منتصف عام 1429ه عندما تمكَّن من إقناع إحدى الفتيات التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها بأنه سيعطيها ألعاباَ، وجعلها تسير خلفه إلى سيارته، وانطلق بها إلى منزله، واعتدى عليها بعد أن أوصل زوجته وأبناءه إلى منزل جدِّهم. وفي عام 1430ه سجَّلت أقسام شرطة جدة وخاصة الجنوبية 7 حالات اختفاء لفتيات، ومن ثم العثور عليهن بعد الاعتداء عليهن، مما شكَّل ظاهرة أثارت الرعب في نفوس أهالي جدة، ولكن قلة المعلومات المتوفرة لم تكن كافية للوصول إلى الجاني ليتم الربط بين حادثة عام 1429ه والحوادث السبعة السابقة. وبعدها رصدت كاميرات أحد المراكز التجارية جنوبجدة شخصاً يتجوَّل بطريقة مريبة دون أن ترافقه أية عائلة، وكان يتحدث إلى الفتيات صغيرات السن ليقدم أحد العاملين بالمركز معلومات حول الشخص الذي كان يتردد على المركز، إلا أنه اختفى عن الأنظار فجأة، وذلك بعد قيامه بالتغرير بفتاتين من المركز والاعتداء عليهما، ثم ابتعد بعدها عن الحضور إلى المركز. وكان المتهم بعد ارتكابه سبع جرائم قد توقف عن مواصلة فعلته لفترة، حيث لم تسجل في عام 1431ه إلا حادثة واحدة، وتم جمع المعلومات حولها وكانت بنفس الأسلوب الاجرامي، حيث سجل قسم شرطة بجنوبجدة بلاغاً في الحادثة، لتتركز أعمال التحريات في الجريمة في المراكز التجارية والمرافق العامة بجنوبجدة. بعد ذلك كان المتهم يبحث عن إحدى ضحاياه، ولم يجد أمامه إلا طفلة كانت تعاني ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة، وتمكَّن من التغرير بها والاعتداء عليها. وواصل المتهم ارتكاب جرائمه ففي بداية عام 1432ه عاد لاختطاف إحدى ضحاياه عندما تربَّص بفتاة عمرها 7 سنوات وهي ابنة "وافد عربي"، وحضرت برفقة أسرتها لحفل زفاف بإحدى قاعات الأفراح ليتمكن من التغرير بالفتاة ويركبها بسيارته، إلا أنه لم يتمكن من خطفها بسبب أن عائلتها فقدتها سريعاً، وقامت بضربه، ولكن العائلة لم تتقدم ببلاغ. وسجَّلت الجهات الأمنية بجدة 3 بلاغات من نفس النوع، أشارت إلى اختفاء الفتيات ومن ثم العثور عليهن بعد الاعتداء عليهن بطريقة وحشية، ليضاعف رجال الأمن من عمليات البحث وجمع المعلومات والاستماع لإفادات الضحايا، وأحضر رجال الأمن آخر الضحايا، والتي كانت طفلة لم تتجاوز 7 أعوام حددت في حينه أوصاف الجاني، وكذلك أسلوبه الذي استخدمه معها. كما حددت أوصاف المنزل وما يحويه من مقتنيات، والتي كانت متطابقة مع الأوصاف التي تم تسجيلها من الضحايا السابقين، وعندها ثبت أن الجاني هو نفس الشخص، ليتم جمع أكبر قدر من المعلومات، بعد أن أكدت الضحية الأخيرة أن المدة التي استغرقها الجاني من لحظة مغادرة الموقع الذي اختفت فيه إلى المنزل لم تتجاوز 10 دقائق وكان ذلك في جنوبجدة. وقد تم فيما بعد إيقافه أمام المنزل ونقله على الفور لإدارة التحريات والبحث الجنائي، الذي أثبتت تورطه في الجرائم من خلال الأدلة والقرائن التي تم جمعها ضد الضحية. وتوصل رجال الأمن إلى إحدى المركبات التي استخدمها الجاني في عمليته، والتي كان قد باعها، ولكن تعرفت عليها إحدى ضحاياه، وهنا اختتم رجال الأمن أدلتهم بإجراء تحاليل حمض DNA والتي تم جمعها من الحوادث السابقة والتي أثبتت النتائج تطابقها مع عينات المشتبه به، وأكدت تورطه في الجرائم التي هزَّت وروَّعت أهالي وفتيات جدة. وقد أكد محامي المتهم في قضية اغتصاب القاصرات في مدينة جدة وائل جواهرجي، أن التخبط العائلي ودخول محامٍ عرضي غير مطلع على مجريات القضية من أولها أضاع كل الجهد المبذول، بحسب قوله. وأضاف "جواهرجي وفقا لموقع "سبق": المحامي "العرضي" كان يكتب بما ﻻ يعلم، بل إنه يكتب ارتجالاً، وهو ما أضاع كل الجهد المبذول لحين إدخاله دون سابق علم أو حتى إذن. وتابع "جوهرجي": ليس لديَّ علم بالقضية حالياً حيث إن أشقاء موكلي كان لهم وجهة نظر بإدخال أكثر من محام في القضية، وذلك مخالف لما اتفق عليه، لذا فضلت أن أقف موقف المتفرج بعد الجهد المبذول في القضية وقبل الثلاثة الجلسات الأخيرة من الحكم.