هناك سبب لقناعة المسؤولين الماليزيين بأن الرحلة 370″ واصلت بعث إشارت إلى قمر صناعي بعد ساعات من اختفائها من شاشة الرادار، عقب اقلاعها من مطار كوالالمبور في 8 مارس الجاري، فلقد سبق وأن علمت مصادر، إن الشارات التي تبعثها هذه الطائرات التجارية إلى أقمار "إنمارسات" الصناعية، دائما ما تتضمن شفرات تكشف هوية الطائرة. وقال مسؤول من شركة "إنمارسات" Inmarsat، رفض الخوض في تفاصيل الطائرة الماليزية المفقودة، للشبكة بأن أنظمة الأقمار الصناعية موثوق بها للغاية، لافتا إلى أن كل إشارة تبعث بها تستجيب لها الطائرة بشارة مماثلة ، تتضمن شفرة تحدد هويتها، مضيفا: "من المستحيل تغير شفرة هوية طائرة، أو الخلط بين طائرة وأخرى"، علاوة على ذلك، فأنه بمجرد تأسيس الاتصال بين الأقمار الصناعية والطائرة، في مستهل الرحلة، يجري "فحص" دوري تلقائي، بين الجانبين، حتى نهاية الرحلة، لمساعدة المحققين في تحديد مدة الرحلة، إن لم يكن موقعها. وهذه هي تحديدا الأسباب التي دفعت بالمسؤولين الماليزيين لإعلان ب"ثقة كاملة" أن الطائرة المختفية واصلت التحليق بعد فقدان الرادار الأرضي الاتصال بها. ويرجح المسؤولون بأن الطائرة تابعت التحليق لقرابة سبع ساعات حتى الساعة 08:11 صباحا، منذ اختفائها الساعة 01:21 فجر السبت. وبالاستناد إلى معلومات الأقمار الصناعية، لم يُكشف عنها، أعلنت السلطات الماليزية، عن إعادة النظر في مناطق البحث الجارية، والتركيز غربا، عكس المسار المقرر للرحلة، وسط تأكيد بأن "شخصا ما" تعمد وقف أجهزة الاتصالات بالطائرة في محاولة لإخفاء موقعها، من بينها نظام "آكرز" ACRAS الرقمي، الذي يستخدم الأقمار الصناعية لبعث رسائل إلى أبراج المراقبة. وفي حال إيقاف تشغيل "آكرز" يدويا، يظل النظام يعمل عبر الهوائي بتلقي وبعث شارات دورية كل ساعة للمحطة الأرضية عن طريق الأقمار الصناعية. وتمتلك شركة الاتصالات "إنمارسات" ومقرها لندن، بجانب أخرى تشرف على تشغيلها، 10 أقمار صناعية جميعها في المدار الأرضي، يبلغ ارتفاع بعضها أكثر من 22 ألف ميلا فوق خط الاستواء، وتوفر الشركة خدمات الاتصالات لأجهزة "آكارز" التي تربط بين الطائرات وابراج المراقبة الأرضية ومراكز العمليات التابعة لشركة الطيران. ويستخدم نظام "آكارز" في بعث رسائل وبيانات من كافة الأنواع، بما في ذلك رسائل نصية ، أو أخرى تصدر أوتوماتيكيا تحوي ببيانات حول الحالة التشغيلية للطائرة، وعندما تحلق الطائرة فوق البر، يبعث النظام بشاراته على نظام "راديو VHF ، وينتقل تلقائيا عبر الأقمار الصناعية دخول الطائرة مناطق نائية أو الطيران في البحار. وعادة ما ترسل الطائرات شارات تلقائية إلى شبكة اتصالات، وبدورها ترسل أبراج المراقبة بأخرى للأقمار الصناعية لإيصالها إلى الطائرة، وعندما تستجيب لها الطائرة تعرف هذه الشارة ب"المصافحة"، Handshakes وعادة لا تتضمن الشارة عن كثير من المعلومات، لكنها تحوي شفرة فريدة لتحديد هوية الطائرة. والغرض من شارة "المصافحة "، وتبعث تلقائيا كل ساعة، هو السماح للقمر الصناعي بتحديد الموقع التقريبي للطائرة بحيث يمكنه ترحيل أية رسائل بكفاءة، و لهذا ، يتعين على الأقمار الصناعية تحديد زاوية الطائرة، فعادة ما تكون الطائرة تحت القمر الصناعي مباشرة في زاوية 90 درجة، وكانت الطائرة عند زاوية 40 درجة عندما بعثت بآخر شارة لها،، وهذا ما يعمل الخبراء عليه لتحديد موقع الطائرة المختفية. وتشير "المصافحة" إلى أن الطائرة كانت بحالة تشغيلية إذ أنها بحاجة للطاقة الكهربائية للاستجابة