أعلن باحثون تطوير اختبار بسيط يمكن إجراؤه في البيت حيث لا يستغرق اكثر من 15 دقيقة لتشخيص أعراض مرض الزهايمر في بداية ظهوره. يمتحن اختبار بسيط للزهايمر والذي يمكن تقديمه على الانترنت أو يدويا قدرات ذهنية مثل اللغة والتعليل وحل المسائل والذاكرة. وتُقدم النتائج الى أطباء يشخّصون على ضوئها أعراضا مبكرة لوجود مشاكل معرفية مثل الخرف المبكر أو مرض الزهايمر. ولا يُشخّص مرض الزهايمر حاليا إلا باختبارات معرفية في العمق ولكنّ الباحثين أكدوا ان الاختبار البسيط الذي أعدوه لا يقل فاعلية. وقال الدكتور دوغلاس شار عضو فريق الباحثين الذي طور الاختبار الجديد في جامعة ولاية اوهايو الأميركية ان الاختبار الذي يجريه الشخص بنفسه يتوافق مع الاختبارات المعرفية المستفيضة. وأضاف ان تشخيص التغير الذي طرأ على القدرة المعرفية في وقت مبكر يمكِّن الاطباء من بدء العلاج في وقت أبكر بكثير دونما حاجة للاختبار المعرفي الأعقد. وأوضح الدكتور شار ان بالامكان إجراء الاختبار دوريا وما ان يلاحظ الأطباء حدوث تغير في القدرات المعرفية حتى يكون باستطاعتهم التدخل بسرعة أكبر وفي وقت أبكر. وقال الدكتور شار "نحن نتوصل الى علاجات أفضل ونعرف ان المرضى يحققون تحسنا أكبر إذا بدأوا العلاج عاجلا وليس آجلا". ولا يشخص الاختبار مرض الزهايمر أو الخرف تحديدا لكنه ينبه الأطباء الى وجود مشاكل معرفية لمراقبتها بمرور الوقت. ويعتقد الباحثون ان الاختبار سيكون أداة فاعلة لفحص اعداد كبيرة من الأشخاص. وزار فريق الباحثين 45 فعالية اجتماعية طلبوا فيها من اشخاص الخضوع للاختبار. ومن بين 1047 شخصا فوق سن الخمسين خضعوا للاختبار بنسخته التي تستخدم الورقة والقلم للاجابة عن اسئلته ، تمكن الباحثون من تشخيص إعاقة معرفية لدى 28 في المئة منهم. وقال الدكتور شار إن الاطباء قد لا يتعرفون إلى وجود ثغرات معرفية خلال الزيارات الاعتيادية للعيادة في حين ان الاختبار الجديد يمكن ان يُجرى في البيت ثُم يُطلع طبيب العائلة على النتائج للمساعدة في تشخيص اعراض مبكرة تشير الى وجود مشاكل معرفية مثل الخرف المبكر أو مرض الزهايمر. وتتيح طريقة الورقة والقلم في الاجابة عن أسئلة الاختبار اجراءه في أي مكان تقريبا ولا تتطلب وجود موظفين صحيين وتقنيين لتشغيل كومبيوتر أو تحضيره للاختبار ، وهي طريقة تجعل الاختبار عمليا يمكن اجراؤه على اعداد كبيرة في وقت واحد. ويشمل الاختبار ، على سبيل المثال ، معرفة الشخص لليوم والشهر والسنة التي نحن فيها وطلاقته اللغوية والتعرف إلى مواضيع صور تُعرض عليه واختبار قدراته الحسابية وقدرته على التعليل المنطقي. كما يُطلب من الشخص ان يرسم لاختبار وعيه المكاني الى جانب اختبار ذاكرته. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتور سايمون ريدلي مدير الأبحاث في مؤسسة أبحاث الزهايمر البريطانية ان ما يؤخذ على الاختبار انه لم يُقارَن مع الاختبارات المعرفية المعتمدة الآن لافتا الى ان تشخيص الأمراض التي تسبب الخرف قد يكون صعبا في المراحل المبكرة ولهذا السبب تدعم مؤسسة ابحاث الزهايمر الأبحاث التي تعمل على تحسين طرق التشخيص. واضاف ان المطلوب سنوات من البحث لتطوير اختبار تشخيصي جديد ويعني هذا ان لمواصلة الاستثمار في البحث أهمية حاسمة. ويعاني نحو 800 الف شخص في بريطانيا من الخرف ومن المتوقع ان يرتفع عددهم الى أكثر من مليون بحلول عام 2012.