أعرب رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز عن استعداده للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، وقال إن الكيان الإسرائيلي ليست عدواً لإيران. ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن "بيريز" قوله في المقابل إنه "لا يجوز لإيران تهديد العالم أو الحصول على السلاح النووي". ووصف "بيريز" الخلاف مع الولاياتالمتحدة بشأن الملف النووي الإيراني بأنه "خلاف داخل العائلة"، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "صديق حقيقي لإسرائيل". وبخصوص العلاقات مع الفلسطينيين، أكد "بيريز" ضرورة اعتماد تدابير أمنية راسخة معهم ضمن أي اتفاق، خاصة بالنظر إلى حقيقة استمرار عمليات إطلاق النار من قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل منه. ورأى بيريز أنه يمكن إنجاز الاتفاق مع الفلسطينيين خلال فترة الأشهر التسعة المحددة للمفاوضات معهم. وفي سياق منفصل، رفضت منظمة التحرير الفلسطينية اليوم الأحد أي اتفاقات مؤقتة مع الكيان الإسرائيلي بعد يوم من حديث "أوباما" عن إمكانية الوصول إلى حل مرحلي بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقالت المنظمة في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لانطلاق الانتفاضة "في هذه المناسبة يعيد الشعب الفلسطيني رفضه لاي صورة كانت من محاولات الانتقاص من حقه في دولة كاملة السيادة على مائها وترابها وحدودها وعاصمتها القدس". وأضافت "كما لا يمكنه القبول بعد قوافل الشهداء والجرحى والأسرى بأي محاولات متذاكية لتقويض أهدافه عبر مخاتلات سياسية مكشوفة كاتفاقيات مؤقتة أو ترتيبات ناقصة لا تفعل سوى تشريع الاحتلال وخنق الاستقلال والسيادة". واستأنف المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات السلام بوساطة أمريكية في 29 يوليو/تموز بعد توقف استمر نحو ثلاث سنوات. وقال أوباما في منتدى بمعهد بروكنجز في واشنطن أمس السبت "اعتقد ان من الممكن خلال الأشهر المقبلة التوصل لإطار عمل لا يعالج كل التفاصيل ولكن يجعلنا نصل لنقطة يدرك فيها الجميع أن التحرك للأمام أفضل من الرجوع للخلف". وأوضح أوباما في تصريحاته أنه إذا تم التوصل لاتفاق إطار العام المقبل، فإنه سيظل هناك عمل كثير يتعين القيام به. وقال أوباما إن الخطوط العريضة لاتفاقية سلام محتملة واضحة وترك الباب مفتوحاً أمام التوصل لاتفاقية تستبعد قطاع غزة الذي تحكمه الآن حركة حماس المعارضة لتحركات السلام التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال أوباما "إذا كان هناك نموذج يتطلع إليه الشبان الفلسطينيون في غزة ويرون أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يستطيعون الحياة بكرامة.. فان هذا شيء يريده شبان غزة". وقال بيان منظمة التحرير "إن الشعب الفلسطيني وقيادته... لا يمكن أن يقبل مقترحات ومشاريع من النوع الذي يطرح اليوم لتكريس الاحتلال وتشريع تمزيق وحدة الأرض الفلسطينية وسلخ الأغوار والقدس عاصمة دولة فلسطين". وأضاف البيان إن القيادة ترفض كذلك "ما يسمى الكتل الاستيطانية وان تظل سماؤه وحدوده ومعابره تحت سيطرة الغزاة المحتلين وكل ذلك تحت اسم حل انتقالي أو اتفاق مبادئ علاوة على إلغاء حقوق اللاجئين من شعبنا وتشريع الاحتلال تحت عنوان يهودية الدولة." وقالت حنان عشرواي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في مقابلة مع إذاعة صوت فلسطين اليوم إن إسرائيل تريد السيطرة على الأجواء وعلى المياه الإقليمية بمعنى أنها تريد إعادة ترتيب الاحتلال برضاء الفلسطينيين. ورفضت عشرواي أي محاولة للتوصل إلى اتفاق إطار وقالت "نحن لسنا بحاجة إلى اتفاق جديد نحن بحاجة إلى تنفيذ اتفاق شامل يعني انسحاب إسرائيل من حدود عام 67 وإنهاء الاحتلال". وأضافت "أما إذا دخلنا في عملية صياغة اتفاق إطار آخر هذا يعني أننا دخلنا متاهة المفاهيم مرة أخرى ومن ثم نعود إلى التفاوض حول التفاصيل والتطبيقات". ووصف حسن عصفور الوزير الفلسطيني السابق ما طرحه اوباما "بالمؤامرة الجديدة على الشعب الفلسطيني". وقال في مقال له اليوم الأحد "رؤية أوباما الجديدة هي أم الكبائر هي الثمن الذي يريد تقديمه كهدية لدولة الكيان الإسرائيلي ثمناً للمساومات الدولية مستغلاً ضعف القيادة الفلسطينية وانصياعها للرغبات الأمريكية دون حد أدنى من الرفض أو الممانعة". وأضاف "ما أعلنه الرئيس الأمريكي من البدء بدولة محدودة الصلاحيات والمساحات في الضفة في ظل هيمنة احتلالية مبتكرة وبلا أي منفذ خارجي يشكل ناقوس خطر سياسي يستحق الاستنفار الوطني العام". وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية اليوم الأحد إن الرئيس عباس التقى في مكتبه برام الله مع القنصل الأمريكي العام في القدس. وقالت الوكالة دون أن تشير إلى ما جاء في تصريحات أوباما إنه "جرى خلال اللقاء متابعة ما تم خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة إلى المنطقة". ويواجه عباس ضغطاً من الفصائل الفلسطينية لوقف المفاوضات التي اتفق مع الجانب الأمريكي على أن تستمر ما بين 6 و9 أشهر وضرورة التوجه للانضمام إلى المؤسسات الدولية التي يتيحها انضمام فلسطين إلى الأممالمتحدة بصفة دولة غير عضو منذ عام.