يتوافد منذ فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد عرفات؛ للوقوف بيوم الحج الأكبر، في مشهد إسلامي يمثل وحدة الأمة الإسلامية، ومشهد تهفو القلوب إلى خالقها متدثرين بالبياض، لا شيء يشغلهم سوى الايمان والتقرب إلى الله والغفران واللجوء إلى الله، ويلتمسون عطاءَه من غناه وتأدية مناسك الحج، حيث سيستقبل مشعر عرفات الحجيج وسط استعدادات أمنية وصحية وتنظيمية وصحية، هيأتها الدولة؛ لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، أهمها منع المتسللين من دخول مشعر عرفات عن طريق الرصد الجوي. وأكدت القيادات الأمنية المشرفة على الحج، نجاح خطة التصعيد من مكةالمكرمة إلى مشعر منى أمس، مشيرين إلى اكتمال التجهيزات الخاصة بالحركة المرورية وحركة تنظيم المشاة، حيث أعدت قوات أمن الحج خطة أمنية دقيقة، تبدأ باستقبال أفواج الحجيج بمشعر عرفات، بعد أن تم تأمين تنقلهم من منى إلى عرفات، إذ يتم تأمين وصولهم إلى مقار مخيماتهم لعرفات، ومن ثم يقوم رجال الأمن بالمشعر بمباشرة الوقوف على امتداد الشوارع والميادين العامة، والعمل على تهيئة كل سُبل الراحة لهم؛ للوصول بحجهم إلى بر الأمان. وكانت الجهات الحكومية المتخصصة في المتابعة والرقابة الميدانية التي جندت من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام، راقبوا المرحلة الأولى من تصعيد الحجاج من مكةالمكرمة إلى مشعر منى " يوم التروية" بالمشاركة مع الجهات الأمنية والرقابية للمبيت بها آمنين مطمئنين، وتعمل اليوم في المرحلة الثانية من التصعيد إلى مشعر عرفات والإفاضة منها ومن مزدلفة. وحذر قائد الدفاع المدني بمشعر عرفات العميد عبدالرحمن بن حسن الزهراني من مخاطر محاولات الحجاج الصعود إلى جبل الرحمة أثناء وقوفهم بمشعر عرفة، وما قد ينتج عن ذلك من حوادث تساقط الصخور أو الزحام الشديد في المواقع المحيطة بالجبل، الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابات نتيجة التدافع في المواقع شديدة الانحدار، إضافة الى منع دخول المتسللين. وأكد قائد الدفاع المدني بمشعر عرفات تكثيف تواجد فرق ووحدات الدفاع المدني في جميع أرجاء مشعر عرفة؛ لمواجهة الطوارئ التي قد تحدث يوم الحج الأكبر، مع اعتماد خطة متكاملة للتدخل السريع في المواقع التي تمثل خطورة على سلامة الحجيج في محيط جبل الرحمة والشوارع المحيطة بمسجد نمرة التي تشهد كثافة كبيرة في أعداد الحجاج. إلى ذلك كثفت الطائرات التابعة للقيادة العامة لطيران الأمن بوزارة الداخلية من طلعاتها الجوية في سماء مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، حيث تقوم الطلعات الجوية بمسح جميع الطرق المؤدية إلى العاصمة المقدسة، ومداخلها الثمانية الرئيسة، ورصد الحالة فوق المشاعر المقدسة؛ لمنع دخول المتسللين.