ظل محمد الفايد يصر على أن الأميرة ديانا قُتلت مع ابنه دودي بأيدي الاستخبارات البريطانية الخارجية حتى بعد تبرئة هذه الأخيرة من جانب لجنة التحقيق الخاصة. والآن يصدر صحافي روسي كتابا يقول إن الوكالة متورطة فعلا في الأمر. يقول كتاب جديد إن موجة عالية من الشكوك غمرت عملاء الاستخبارات الروسية في باريس لدى وصول ثلاثة مسؤولين رفيعي المستوى من هيئة الاستخبارات البريطانية الخارجية «إم آي 6» قبيل حادثة السيارة التي قُتلت فيها الأميرة ديانا وصديقها دودي الفايد في 31 أغسطس / آب 1997. ونقلت صحف غربية عن مؤلف الكتاب الروسي، جينادي سكولوف، قوله في كتابه إن ديانا «قتلت على الطراز الانكليزي» و«بأوامر نفذها العملاء البريطانيون». ويأتي أيضا في هذا الكتاب إن السيناريو الأرجح في مقتل الأميرة هو أن اولئك العملاء زرعوا شريحة إلكترونية في سيارتها بحيث صار من الممكن تعطيل مقودها وكوابحها، وأن جهاز التحكم في هذا الأمر كان بيد عميل انضم الى زمرة «الباباراتسي» التي كانت تطارد الأميرة وصديقها لالتقاط الصور الصحافية. ويضيف سكولوف في كتابه، الذي سينزل الى أسواق موسكو في مطلع هذا العام الجديد، أن من المستحيل العثور على أي وثائق عن هذا الترتيب. وليس هذا وحسب، بل ان «إم آي 6 ضمنت إسكات كل الأطراف التي كانت ضلعًا في المسألة عبر تصفيتها جسديا. ومثلا فإن بعض الشهود اختفوا في ظروف يكتنفها الغموض حتى النخاع»، على حد قوله. ويقول سكولوف، الذي يتمتع بأواصر وثيقة مع بعض عملاء وكالات الاستخبارات الروسية، إن عملاء «إم آي 6» وصلوا الى باريس وأقاموا فيها بهويّات مستعارة. ويضيف قوله: «العادة هي أنه عندما يأتي أفراد على ذلك المستوى الى دولة مضيفة، فإن استخبارات هذه الأخيرة تكون على علم بوجودهم. ولكن في حالة عملاء «إم آي 6»، كانت الاستخبارات الفرنسية من دون أدنى قدر من الإحاطة بوجودهم على أراضيها». ويقول: «لكن العملاء الروس كانوا يتعقبونهم بشكل لصيق، لأن زيارة ثلاثة من كبار الجواسيس البريطانيين العاصمة الفرنسية دفعة واحدة ليست حدثا يمكن السماح بمروره مرور الكرام. وهذه بحد ذاتها شهادة لعملائنا بأنهم يدركون ما يفعلون». ويضيف أن وصول مسؤولي «إم آي 6» الى باريس في ذلك الوقت كان معلوما لدى لجنة التحقيق التي شكلتها شرطة «سكوتلانديارد» اللندنية وترأسها قمندان شرطة العاصمة السابق اللورد ستيفنز. لكن هذه اللجنة توصلت الى أن وفاة ديانا وصديقها كانت «قتلا غير مشروع» وألقت اللائمة فيهما على ثمالة سائق السيارة (وكبير الحراس الأمنيين في فندق «ريتز») الفرنسي اونري بول وأيضا فريق «الباباراتسي» الذي كان يطارد السيارة داخل نفق «ألما» الباريسي الذي شهد الحادثة. ويذكر أن الاستخبارات البريطانية ظلت تنفي على الدوام وبشدة أن يكون لها أي ضلع بالموضوع. وقد لا يغيب على القارئ أن ما يسوقه سكولوف يأتي بمثابة الصدى لما ظل محمد الفايد يزعمه عن أن مقتل ابنه دودي و«خطيبته» ديانا «مؤامرة نفذّها عملاء الاستخبارات الخارجية البريطانية بأوامر من قصر باكينغهام وتحديدا الأمير فيليب» زوج الملكة اليزابيث الثانية. ويقول سكولوف إنه أتاح لمحمد الفايد الاطلاع على الوثائق والأدلة التي جمعها لكتابه قبل بدء نظر لجنة التحقيق في الحادث الشهير رغم أنه لم يلتق به شخصيا. وفي مقالة له على صحيفة «كومسولوسكايا برافدا» الروسية، يقول إنه عثر على ما لا يقل عن 30 دليلا على أن حادث السيارة كان مدبّرا. ويضيف في مقالته هذه: «صارت ديانا بمثابة تهديد حقيقي لعائلة ويندزور (البريطانية المالكة). فقد سرت شائعات قوية تفيد أنها كانت حاملا. ولا اعتقد أن من قبيل الصدفة أن تكون جثتها قد حُنّطت قبل إعادتها الى لندن. كان واضحا أن الغرض هو إخفاء كل علائم هذا الحمل».