لا تؤيد غالبية مسلمي أميركا رأي مفتي واشنطن الذي يقول إن التقاط الصور مع سانتا كلوز فسق وضلالة، إذ يرون في مشاركة الأميركيين هذه الطقوس تفاعلاً مستحبًّا، ومبعث فرح في الأسرة، من دون أن يؤثر في إسلامهم. ومن المفترض أن يكون انجذاب أطفال الجالية الإسلامية في الولاياتالمتحدة نحو سانتا كلوز فرصة سانحة لإثبات أنهم جزء من النسيج الأميركي متعدد الثقافات، إذ طالما اتهمتهم بقية مكونات المجتمع الأميركي بأنهم يتموضعون بعيدًا عنه، ويفضّلون العزلة الإجتماعية. كان الأباء الأميركيون المسلمون يأملون أن تكسر احتفالات عيد الميلاد في هذا العام حالة الجمود في علاقات أطفالهم بزملائهم المسيحيين، كي يندمجوا من خلال ترقب هدايا سانتا كلوز، المحمّلة بالأمنيات البريئة. مكروه في الإسلام عدّ الشيخ محمد الحانوتي، مفتي واشنطن الكبرى، تعلّق الاطفال المسلمين بظاهرة سانتا كلوز والتقاط الصور معه في الساحات العامة والمجمعات التجارية ضلالة وجهلا وفسوقا. وقال ل"إيلاف": "نحن المسلمين لا نقرّ بالاحتفال بأعياد غير المسلمين، وهذه المسألة مخالفة لمسيرة المسلم، بحسب القرآن والسنّة النبوية". ويرى الحانوتي أن "التقاط صور الأطفال المسلمين مع سانتا كلوز أمر مستنكر، وفيه ضلالة وفسق، كما فيه دعوة إلى الذوبان في الديانة المسيحية، ويصيب أصل العقيدة الإسلامية بالتلوّث". تهرّب الشيخ الحانوتي، الذي قدم إلى أميركا مهاجرًا منذ أكثر من 34 عامًا، من تكفير الأطفال المسلمين المشاركين في احتفالات عيد الميلاد والسلام على سانتا كلوز، "وأنا لا أقول بتكفيرهم بذلك التصرّف، لأنهم فعلوا كمن يشرب الخمر، وفيه عصيان وفسق وجهل وضلالة ومكروه في الإسلام". لا تأييد لا يلقى موقف الشيخ الحانوتي، الرافض بشكل قاطع لمشاركة الأطفال مع سانتا كلوز فرحة عيد الميلاد، تأييدًا بين صفوف أبناء الجالية الإسلامية. فقد ذهبت أماني أحمد، المقيمة في ولاية فرجينيا منذ ثلاث سنوات، مع أولادها الثلاثة إلى أكبر المجمعات التجارية، حيث يتواجد سانتا كلوز، من أجل أن يلتقطوا صورًا تذكارية معه. تقول: "لا أرى في التقاط الصور للذكرى مع سانتا كلوز، الشخصية المحببة لأطفالي، ما يتعارض مع الدين الإسلامي، فهي تبعث الفرح في أسرتي". وسانتا كلوز شخصية خرافية ترتبط بعيد الميلاد عند المسيحيين، قصته مستقاة من قصة القديس نيكولاس، أسقف ميرا، الذي عاش في القرن الخامس الميلادي، والذي كان يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا على الفقراء وعائلات المحتاجين من دون أن تعلم هذه العائلات من هو فاعل الخير، وصادف أن توفي في شهر كانون الأول (ديسمبر). تفاعل مستحب يؤيد الشيخ عبد الجليل عيسى، إمام مسجد ميرلاند، تفاعل مسلمي أميركا مع بقية المكونات الأميركية التي تحتفل بعيد ميلاد المسيح. وقال عيسى إن تصريحات الشيخ الحانوتي غير مسؤولة، "لأن الله عظّم السيد المسيح في القرآن، والواجب أن نحتفل مع أخواننا المسيحيين بميلاده المجيد، فهو الأرضية المشتركة التي يمكن أن نقدم بها صورة حضارية ليعمّ التسامح الديني بين العالم". وذهب عيسى، الذي قدم من دولة غانا، إلى أبعد من أن يُسمح للأطفال التقاط الصورة مع سانتا كلوز، إذ رأى أن "في الذهاب إلى الكنيسة يوم القداس مع المسيحيين الأميركيين أمرًا إيجابيًا، من دون المشاركة الفعلية في القداس".