كشف شريطا فيديو جديدان منسوبان للمعارضة السورية المسلحة النقاب عن بدء النظام السوري في استخدام الاسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين، وظهر في الشريطين عدد من المصابين السوريين بمواد كيميائية في احدى المستشفيات، فضلاً عن عرض لنمازج من المعدات والمواد الكيميائية، التي صادرها الجيش السوري الحر. مفاجأة مدوية وثقها شريطا فيديو مسجلين، أكد معدوهما أن نظام بشار الأسد بدأ في الاعتماد على اسلحة كيميائية ضد معارضيه، ووفقاً للشريطين المنسوبين للمعارضة السورية والجيش الحر، لم يقتصر استهداف نظام الأسد بسلاحه غير التقليدي عناصر المعارضة المسلحة، وانما استهدف كذلك عدد من المدنيين، وكما يظهر في احد الشريطين، اصيبت نساء وأطفال بسلاح الأسد الجديد، بينما تظهر في الشريط الاخر كميات من المعدات والأقنعة الواقية من الكيماوي، التي اكد احد ضباط الجيش السوري الحر انه تم مصادرتها من سيارات عسكرية تابعة للنظام بعد معارك ضارية ضارت بين الجانبين لمنع وصول تلك السيارات من الوصول الى قواعدها العسكرية. شروع في جرائم حرب صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، عرضت الشريطين اللذان يدور الحديث عنهما، لكنها استهلت تقريرها عن تلك الادلة بسؤال مثير: "الدليل الاول على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد معارضية، هل هو دليل على شروع الأسد في ارتكاب جرائم حرب، ام حملة دعائية من المتردين عليه؟ ويستعرض شريط الفيديو الاول شرحاً بالصوت والصورة لإصابة وتشوه وجوه عدد من المدنيين السوريين بعد قصفهم بالأسلحة الكيميائية من قبل قوات جيش الأسد في بلدة الصفيرة احدى ضواحي مدينة حلب. ورغم تصدر شريطي الفيديو والمعلومات المصاحبة لهما الصفحة الاولى للصحيفة العبرية، إلا ان معد التقرير الصحافي الاسرائيلي "روعي كيس"، قال: "رغم ما يبدو من حقائق في شريطي الفيديو، إلا ان اي من الجهات الصحافية او الحقوقية لم يؤكد صحة ما جاء في الشريطين، خاصة ان المعارضة السورية التي ينتسب الشريطان اليها، قامت ببثهما على موقع يوتيوب الالكتروني قبل ساعات، وكان من المفترض ان تستحوذ تلك الادلة - ان كانت صادقة - على اهتمام تلك الجهات ومحاولة تقصي الحقائق حولها". وبحسب المتحدث في الشريط الاول، فتمت عملية التصوير داخل احدى مستشفيات بلدة الصفيرة المتاخمة لمدينة حلب السورية، ويؤكد المتحدث وهو يستعرض مشاهد سريعة للمصابين والمشوهة وجوههم في المستشفى، ان النظام السوري هو المسؤول عن استهداف المدنيين بأسلحته الكيميائية. وفي تعليقها على تلك المعلومات المحت الصحيفة العبرية إلى أنّ سوريا الرسمية اعلنت انها لا تستخدم الاسلحة الكيميائية ضد عناصر المعارضة المسلحة، وأكدت انها لن تستخدم اية اسلحة غير تقليديه ضد ما يُطلق عليه الجيش السوري الحر. وفي شريط الفيديو الآخر، استعرض ضابط اكد انتمائه للجيش السوري الحر انه تمكن من ضبط كميات كبيرة من المعدات والأسلحة الكيميائية التابعة لجيش الأسد، مشيراً إلى أنّ قوات جيشه احتجزت سيارة من طراز "زيل" تحمل هذه المعدات، وكانت في طريقهما من ميناء دمشق الجوي لإحدى القواعد العسكرية التابعة للنظام السوري. حماية جنود الأسد ووفقاً للمتحدث فإن بعض من المعدات والأجهزة المعروضة في شريط الفيديو، كانت مخصصة لحماية جنود النظام الأسدي من تأثير استخدامهم للأسلحة الكيميائية، وقالت المتحدث وهو ضابط في الجيش السوري الحر، ويُعرف باسم "سهيل طلاس"، ان قواته خاضت معارك ضارية خلال الايام القليلة الماضية مع قوات النظام السوري على الطريق المؤدي من والى ميناء دمشق الدولي. وأضاف: "تمكنا من مصادرة الغنائم التي تظهر في شريط الفيديو بعد قتال ضار ضد قوات الأسد، ووجدنا داخل سيارة النقل العسكرية، بذات للوقاية من تأثير استخدام الاسلحة الكيميائية، وأقنعة واقية من الكيماوي، وجوارب وأحذية وقفازات مخصصة للغرض ذاته، فضلاً عن مواد كيميائية سامة". وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعلن السبت ان بريطانيا والولايات المتحدة تمتلكان معلومات استخباراتية حول اعتزام بشار الأسد استخدام الاسلحة الكيميائية للحفاظ على نظامه، وقمع المقاومة الشعبية الرافضة لوجوده، واضاف هيغ: "آمل ان تنتبه سوريا للتحذير من استخدامها للأسلحة الكيميائية او غير التقليدية". من جانبها قالت دوائر عسكرية غربية لصحيفة يديعوت احرونوت، ان الاسلحة الكيميائية السورية توجد في خمسة قواعد عسكرية، وان نظام الأسد عكف على تامين هذه المواقع بدرجة كبيرة جداً، وان هناك خطة عمل معدة من قبل النظام في دمشق، لاستخدام الاسلحة الكيميائية، اذا تفاقمت الامور او لزم الامر. في المقابل كانت وزارة الخارجية السورية بعثت برسالة الى مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة وامينها العام بان كي مون، اكدت فيها: "ان سوريا لن تستخدم اسلحة كيميائية مهما كانت الظروف السياسية والأمنية على اراضيها، لان النظام السوري يحافظ على ابناء شعبه من اي خطر خاصة الإرهاب". وحذرت سوريا في رسالتها من ان من وصفتهم بالمتمردين هم اولئك الذين قد يستخدمون السلاح الكيماوي المميت في نهاية المطاف، ثم ينسبون الجريمة الى نظام بشار الأسد، كما استنكرت الخارجية السورية صمت المجتمع الدولي حيال سيطرة من وصفتهم بالعناصر الارهابية على سوريا، واستحواذهم على مصنع لانتاج الكلور شرق مدينة حلب.