فشلت كل الدول العربية في الوصول إلى أفضل 20 نظام تعليمي في العالم التي تصدرتها فنلندا في المرتبة الأولى وتلتها كوريا الجنوبية بحسب مؤسسة بيروسون. يعتمد التصنيف في القائمة على نتائج الامتحانات الدولية وبيانات مثل معدلات التخرج بين عامي 2006 و2010. وأوضح السير مايكل بربر مستشار وزارة التعليم البريطانية أن الدول الناجحة تعليميا تعلو من شأن المدرسين والمدرسات الذين يحتلون مكانة رفيعة في المجتمع مع ترسيخ ثقافة تعليمية ناضجة. يركز التقرير على أهمية الكفاءة العالية للمدرسين والمدرسات وضرورة بحث السبل التي تضمن توظيف أفضل أصحاب المواهب والمهارات التربوية. والملفت أن كل من فنلندا وكوريا الجنوبية لا تقدمان خيارات واسعة للمدارس بل أقل مجال للاختيار. ويبرز أيضا دور المستويات الأعلى لاستقلالية المدارس التي تميز أنظمة التعليم الأكثر نجاحا، لكن فنلندا تشذ عن هذه القاعدة ولا تتمتع مدارسها بمستوى عال من الاستقلالية في القرارات. واشار متحدث باسم وزارة التعليم الإنكليزية بالقول إن الوزارة تعمل على رفع المستويات في نظامها من خلال جلب أفضل أصحاب المهارات في التدريس مع تطوير أفضل المناهج في العالم وفقا لبي بي سي. ويتزايد الاهتمام بعقد مقارنات دولية في التعليم ويستند هذا التصنيف على مقاييس أنظمة التعليم مثل كم عدد من ينتقلون إلى المرحلة الجامعية. القوى العظمى في التعليم وهما فنلندا وكوريا الجنوبية يتبعهما أنظمة تعليم آسيوية ذات أداء عال وهي هونغ كونغ واليابانوسنغافورة. ففي المرتبة الثالث كانت هونغ كونغ تلتها اليابان ثم سنغافورة، فيما احتلت المملكة المتحدة المرتبة السادسة تلتها هولندا ثم نيوزيلندا وسويسرا. وحلت بعدها كندا وإيرلندا والدنمارك ثم استراليا وبولندا وألمانيا وبلجيكا وفي المر تبة 17 جاءت الولاياتالمتحدة ثتلتها هنغاريا وسولوفاكيا وأخيرا روسيا. يشير تقرير بيروسون التي أعدت القائمة إلى أن الانفاق على التعليم يلعب دورا هاما لكن الأهم بكثير منه هو ترسيخ ثقافة داعمة للتعلم. ومن السهل وفقا لبيرسون تقدير حجم الإنفاق على التعليم ولكن الجانب الذي يستعصي على القياس هو دور المجتمع إزاء التعليم وهو الامر الفيصلي هنا. فصعود ونجاح الدول الأسيوية يعكس قيمة التعليم العالية وطموح الأهل في تلك الدول حتى لو هاجروا إلى دول أخرى. ورغم اختلاف أصحاب الصدارة وهما نظام التعليم في فنلندا وكوريا الجنوبية إلا لأأن العامل المشترك بينهما هو الاعتقاد الاجتماعي السائد بأهمية التعليم وأهدافه الأخلاقية الكبيرة.