ذكر تقرير اليوم إن هناك نحو 20 ألفاً من السعوديين يتحدثون لغة أخرى غير اللغة العربية؛ تعرف ب"المهرية"، يتركز ناطقوها في الربع الخالي والمناطق الجنوبية وبعض ربوع المنطقة الشرقية في المملكة. وتنسب هذه اللغة لإحدى اللغات العربية الجنوبية القديمة قبل 4000 سنة ق.م بحسب رأي خبراء وباحثين لغويين. على الرغم من اعتقاد غالبية السعوديين بأن اللغة العربية "المتداولة اليوم" هي الوحيدة السائدة في بلادهم. ويقول الخبراء إن "المهرية" تنتمي إلى مجموعة اللغات السامية إلى جانب اللغات الثمودية، واللحيانية، والقتبانية، والسبئية. وقال أبو فهد - وهو أحد سكان المنطقة الشرقية - إن المهرية ضائعة ولا تلقى اهتماماً، إذ تعتبر لغة قديمة تصل إلى آلاف السنين ق.م مبيناً أنه توارث هذه اللغة من آبائه وأجداده، وتعتبر لغة عربية بمنظور وأسلوب آخر، لأنها تشتمل على جميع الحروف العربية الأبجدية، بالإضافة إلى ثلاثة حروف أخرى لا توجد في العربية. وأضاف "نحن المهرة نتحدث فيما بيننا بلغتنا سواء في العزائم أو الاحتفالات أو من خلال الأغاني والأشعار، وهناك تراث وثقافة مهرية كأي تراث له عادات وتقاليد". ودعا أبو فهد أصحاب الاختصاص للاهتمام بهذه اللغة وتعليمها، متمنياً إقامة معاهد لتدريس هذه اللغة حفاظاً على التراث. وقال الباحث أحمد التميمي في أحد بحوثه إن المهرية لها حضور بارز في الشارع السعودي، وأن هنالك نحو 20 ألفاً من أبناء السعودية يتحدثون المهرية، ينحدر أغلبهم من قبيلة المهرة. وأضاف إن علاقة المهرية باللغة "الحميرية" - لغة مملكة حمير القديمة في اليمن - كعلاقة الأم بابنتها، وهذا ما تم اكتشافه خلال إجراء بحث سابق ورصد النقوش الحميرية في المناطق التي تتحدث المهرية. وذكر إن "المهرية تشترك مع اللغة العربية في انتمائها للغات السامية الجنوبية".