نفذت السلطات العراقية أمس الخميس حكم الإعدام في السكرتير الخاص لصدام حسين، عبد حمود، أحد ابرز رجالات النظام السابق، بحسب ما افاد المتحدث باسم وزارة العدل.ويأتي تنفيذ الحكم في غمرة أزمة سياسية خانقة، وصراعا شرسا بين أكبر الكتل السياسية العراقية، وتبادلا للاتهامات بشأن الوضع الأمن المتردي بالبلاد. ووصل الأمر حد اتهام مسؤولين كبار في الدولة بالوقوف خلف أعمال إرهابية أودت بعشرات العراقيين، ومن ذلك اتهام نائب الرئيس طارق الهاشمي بقيادة ميليشيا للتفجير والاغتيال.وفي المقابل يواجه رئيس الحكومة نوري المالكي مساعي جدية لسحب الثقة منه وإقالته من رئاسة الوزراء. وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني أعلن في وقت سابق أنه سيرسل رسالة بتواقيع النواب المنجز تدقيقها إلى رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، تتعلق بطلب سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي.وعلى صعيد أمني ما يزال العراق يشهد أعمال عنف تودي بأرواح العشرات وتؤشر على عجز الحكومة عن السيطرة وبسط الاستقرار.وسقط مؤخرا العشرات بين قتيل وجريح في هجوم انتحاري استهدف مقر الوقف الشيعي في بغداد. ولا يستبعد أن يأتي تنفيذ حكم الإعدام في حمود مرتبطا بهذا الوضع السياسي والأمني المتفجر، وذلك بمحاولة صرف الأنظار عنه وتوجيه الرأي العام الى العداوة مع عهد سابق منته عمليا.بحسب مانشرت الفرنسية. وقال حيدر السعدي ان “وزارة العدل نفذت حكم الاعدام بحق المجرم عبد حمود السكرتير الخاص للرئيس السابق صدام حسين وفقا للمادة 13/1/1000 من قانون المحكمة الجنائية العليا “جرائم الابادة الانسانية”". وكانت المحكمة الجنائية العليا اصدرت في 26 تشرين الاول-اكتوبر 2010 احكاما بالاعدام “شنقا حتى الموت” على ثلاثة مسؤولين سابقين هم اضافة الى حمود، نائب رئيس الوزراء طارق عزيز ووزير الداخلية سعدون شاكر. واوضحت المحكمة ان الاحكام صدرت عليهم بعد ادانتهم في قضية “تصفية الاحزاب الدينية” اثر محاولة الاغتيال التي نجا منها الرئيس السابق صدام حسين في 1982 في الدجيل.وقام نظام صدام حسين الذي اعدم في 31 كانون الاول-ديسمبر 2006، بتصفية عدد كبير من الزعماء الشيعة خلال الحرب العراقية الايرانية “1980-1988″. وكان عبد حمود واسمه الكامل عبد حميد محمود التكريتي، مديرا لمكتب صدام حسين الذي تربطه به صلة قربى.وقد تمكنت القوات الاميركية من اعتقاله في 16 حزيران-يونيو 2003، علما انه كان رابع المطلوبين على لائحة المسؤولين السابقين المستهدفين بعد صدام حسين ونجليه قصي وعدي. وكان من النادر ان يظهر صدام بدون حمود الذي ينتمى وصدام الى قرية العوجة الواقعة الى شمال مدينة تكريت، وتولى مهمة تامين الحماية الشخصية لصدام ونقل اوامره الى وزارات الدولة. وكان المنصب الرسمي لحمود الذي اشتهر بشاربيه الكثيفين، هو السكرتير الشخصب لصدام ولكن الحكومة البريطانية تحدثت عن معلومات بانه كان مسؤولا عن امن صدام اضافة للدفاع والامن والمخابرات. كما ذكرت المعلومات، بان حمود كان برتبة فريق في الجيش “ويعد من قبل البعض الرجل الثاني في القيادة العراقية”، ابان نظام صدام، والمنفذ الوحيد الى صدام ومن يستطيع تجاوز القرارات الحكومية انذاك.وظهر حمود لاخر مرة قبل القبض عليه، الى جانب صدام حسين على شاشة التلفزيون في السابع من نيسان-ابريل 2003 خلال جولته في منطقة الاعظمية، شمال بغداد.