أكيد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن تنظيم القاعدة موجود في لبنان، ولكن ليس كتنظيم قائم بذاته، وإنما كأفراد، مشيراً إلى أن شادي المولوي، الذي أوقف منذ أيام في مدينة طرابلس، ينتمي إلى القاعدة. واستغرب إبراهيم الضجة التي قامت حول توقيف مولوي بالذات، فيما لم يحدث مثل ذلك لدى توقيف شخص آخر من طرابلس قبل 3 أيام من توقيف مولوي، ليضيف ان الوقت لم يحن بعد لاعطاء الرواية كاملة حول أسباب توقيف هذا الأخير وأيضاً حول طبيعة المهمات التي كان يقوم بها. وقال، لدى استقباله جمعية المراسلين العرب في بيروت، انه مغطى بالقضاء والقانون، وليس أمامه خطوط حمر عندما يتعلق الأمر بأمن لبنان واللبنانيين «وأنا لا تهمني ردة الفعل عما جرى، اذ لدي مهمة مقدسة اضطلع بها، وهي لمصلحة أهل طرابس وأهل الشمال، وذات يوم سيعرفون ما فعلناه هو لمصلحتهم». ووصف الملف الخاص بشبكة مولوي ورفاقه بالشائك والكبير جداً «وقد امضينا 13 يوماً في المتابعة، وفي سرية مطلقة، دون ان يدري بذلك سوى الأمنيين، وأنا أقول لكم ان للملف تداعيات كبيرة، وله أبعاد دولية وإقليمية ومحلية، وشاءت الظروف ان يكون الأمن العام هو من تولى أمر هذا الملف». وأكد ان مولوي «طرف في شبكة إرهابية، وأي شخص يمارس نشاطا أمنياً أو سياسياً خارج اطار القانون نلاحقه، وبطبيعة الحال هناك أناس متعاطفون معه لأنهم يفكرون مثله، وليفكروا مثلما ارادوا، ولا مشكلة بل المشكلة مع الذين يعملون على الأرض أو تحت الأرض». وحول الطريقة التي تم فيها القبض على مولوي، قال المدير العام للأمن العام، «ان الضابط كلف باستدراج الملاحق، وبطبيعة الحال، فإن القبض على مثل ذلك الشخص يتسم بحساسية خاصة. وقد ارتأى الضابط ان يتصرف بالطريقة التي تصرف بها»، ليوضح ان مولوي كان يتحرك ضمن موكب مسلح، ولدى القبض عليه لاذ مسلحان بالفرار. ونفى ان تكون هناك أوامر سورية أو من «حزب الله» في الموضوع، «أنا لبناني واتلقى الأوامر من المراجع الرسمية اللبنانية وليس من أي مرجع آخر»، مؤكداً ان القبض على مولوي ورفاقه كان بالتنسيق مع دولة غربية كبرى، وحين قلنا «إننا نعلم ان هناك دولة غربية كبرى وحيدة هي أميركا»، ابتسم من قبيل التأكيد. وقال «ان مشكلة سوريا في سوريا ومشكلة لبنان في لبنان، ولقد بقينا 40 سنة نطالب بعدم التدخل السوري في لبنان، فهل أتى دورنا لنتدخل في سوريا؟». صحيفة نقلت عن مراجع أمنية أن المديرية العامة للأمن العام أوقفت مولوي بعد معطيات استخلصتها من توقيف ثلاثة أشخاص، بينهم أردني وقطري. ونقلت الصحيفة عن أكثر من مسؤول أمني أن الأجهزة الأمنية الأميركية زودت المديرية العامة للأمن العام بمعلومات تفيد بأن شاباً أردنياً يدعى عبد الملك عبد السلام دخل الأراضي اللبنانية آتياً من سوريا، وأنه سيغادر لبنان قريباً. وبحسب المعلومات الأميركية فأن عبد السلام يعمل منسقاً لتنظيم القاعدة في عدد من دول الشرق الأوسط، بينها أفغانستان وإيران وباكستان وسوريا ولبنان والأردن. وأشارت إلى أن الأمن العام اللبناني عمّم اسم عبد السلام على المعابر الحدودية قبل أن يوقفه أثناء محاولته مغادرة لبنان إلى الأردن عبر مطار بيروت الدولي. وبعد التحقيق مع عبد السلام، إعترف بالشبهات المنسوبة إليه، بحسب محضر التحقيق الذي أحيل على القضاء العسكري، والذي اطلع عليه المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. كذلك أقر بأنه يتلقى الأموال من رجل قطري ينزل في فندق في منطقة سن الفيل اسمه عبد العزيز العطية الذي أوقفه الأمن العام العطية ليتبين لاحقاً أنه كان قد أجرى في لبنان عملية جراحية، فأبقي في أحد مستشفيات جبل لبنان وقد استكمل الأمن العام التحقيق مع عبد السلام، فأقر بأنه يتواصل في لبنان مع شاب من الشمال، يعرفه بإسم حركي هو «آدم». وآدم بحسب إعترافات عبد السلام، يتولى التنسيق بين الأخير ومجموعات تابعة لتنظيم القاعدة في لبنان وسوريا، ومن خلال رقم الهاتف الذي يستخدمه «آدم»، حُدِّد شخص إستخدم هذا الرقم قبل بيعه. وبعد توقيف الأخير في بلدة مجدليا (زغرتا)، جرى التعرف إلى شادي المولوي الذي أقر خلال التحقيق معه، بحسب المعلومات الأمنية، بأنه يستخدم إسم «آدم»، وبأنه ناشط في مجال التنسيق بين مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة في لبنان وسوريا.