انشغلت الأوساط السياسية والدبلوماسية في المملكة واليمن بالحادثة المدانة باختطاف نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي بينما كان في طريقه من منزله إلى مقر عمله. وكما ذكرت صحيفة الوطن أعادت العملية إلى الأذهان مسلسل استهداف الدبلوماسيين السعوديين في العالم بعد قرابة 3 أسابيع من اغتيال الدبلوماسي السعودي في دكا خلف العلي. وأثارت الحادثة استنفارا في وزارة الخارجية، حيث صرح مصدر مسؤول بالوزارة بأنه جرى صباح أمس "اختطاف نائب قنصل عام المملكة العربية السعودية في عدن عبدالله بن محمد الخالدي من قبل مجموعة مسلحة من أمام مقر سكنه في عدن، وقد قامت السفارة على الفور بالاتصال بالجهات الأمنية اليمنية على أعلى المستويات، حيث استنفرت هذه الجهات كافة جهودها لتتبع الخاطفين والتحقيقات في هذه الجريمة الشنيعة". وأفادت الأنباء أن مسلحين اعترضوا طريقه قبل 4 أشهر واستولوا على سيارته. وأكدت وزارة الخارجية أن أيا كانت الجهة التي اختطفت الخالدي، ومهما كانت دوافعها فإنها تتحمل المسؤولية كاملة للحفاظ عليه وإطلاق سراحه في أسرع وقت وأنها لن تجد أو تجني من هذا العمل أية نتائج، مشددة على أن المملكة من جانبها لن تتهاون في اتخاذ كافة الإجراءات لحماية كافة دبلوماسييها وموظفيها. وفي تعليق لرئيس الدائرة الإعلامية في الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي حول بعض المعلومات التي اتهمت جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم "القاعدة" بالتورط في عملية الاختطاف، أكد للصحيفة أن التحقيقات هي المرتكز الوحيد للمعلومات، مشدداً على أهمية البعد عن التخمينات والفرضيات التي لا ترتقي إلى مستوى المعلومات الموثوقة التي تصدر عن جهات التحقيق العاملة على الأرض، موضحاً أنه لا توجد جهة أعلنت عن مسؤوليتها في جريمة الاختطاف. وفيما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن العملية، استبعد مصدر أمني يمني تورط المسلحين المرتبطين بالقاعدة في العملية، واتهم الانفصاليين الجنوبيين. وكثفت السلطات الأمنية اليمنية جهودها في عملية بحث واسعة عن الدبلوماسي السعودي، وأكد السفير اليمني في السعودية محمد علي الأحول للصحيفة، أن اتصالات تتم منذ إعلان الخبر بين سفارته والخارجيتين السعودية واليمنية وأجهزة الأمن اليمنية لمتابعة تطورات عملية البحث عن نائب القنصل السعودي في محاولة لتحديد موقعه ومعرفة دوافع خاطفيه. كما أوضح السفير السعودي في اليمن علي الحمدان في تصريح خاص للصحيفة عدم ظهور أي مستجدات بخصوص اختطاف الدبلوماسي الخالدي، مشيرا إلى أنهم يتابعون مع الجهات الأمنية كل ما هو جديد. وأشار إلى أن جار الدبلوماسي المخطوف هو من قام بتقديم البلاغ صباح أمس بعد أن وجد سيارته مفتوحة الأبواب ووجد آثار العراك بادية ونظارته مكسورة، مشيرا إلى أنه قام على الفور بتبليغ القنصلية التي قامت بمتابعة البلاغ لتحضر بعد ذلك الأدلة الجنائية التي أخذت البصمات من السيارة. وقال الحمدان إن السفارة تتابع قضية الخالدي منذ تبلغها بقضية خطفه، مشيراً إلى أن السفارة لم تتبلغ حتى عصر أمس بأية معلومات دقيقة تميط اللثام عن الحادثة، وأضاف قائلاً إن السفارة تواصل اتصالاتها مع الجهات المعنية في اليمن من أجل تأمين الإفراج عن الخالدي وإنهاء الأزمة في أسرع وقت ممكن وأنها حريصة على أبناء المملكة وحمايتهم في أي مكان يوجدون فيه. وكانت مصادر أمنية يمنية قد أعربت عن خشيتها من أن تكون جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة قد استغلت الانفلات الأمني الحاصل في أكثر من منطقة يمنية منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام قبل أكثر من عام، وقامت باختطاف الخالدي، معيدة إلى الأذهان التهديدات التي أطلقها أنصار الشريعة في وقت سابق من الشهر الجاري بتنفيذ عمليات موجعة ضد السلطات اليمنية. إلا أن مصدرا أمنيا يمنيا اتهم الحراك الجنوبي بعملية الاختطاف وهو ما نفاه الحراك في بيان أمس. يذكر أن دبلوماسياً سعودياً آخر قد اختطف العام الماضي في اليمن وهو سعيد سعد المالكي، (35 عاما)، ويعمل سكرتيرا ثانيا في السفارة السعودية في صنعاء، على يد مجموعة مسلحة يترأسها شخص يدعى عبد ربه ناصر محسن السالمي من قبيلة بني ضبيان، وقد أطلق سراحه بعد وساطة لشيوخ بعض القبائل اليمنية.