أكدت تركيا أنها تبحث إقامة منطقة آمنة أو عازلة على الحدود مع سوريا. بينما أكدت روسيا أن وقف العنف في سوريا يعد أولوية لحل الأزمة، وذلك قبل ساعات من البيان الذي سيقدمه المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا كوفي أنان لمجلس الأمن الدولي بشأن مهمته في البلاد. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه يبحث أيضا سحب السفير التركي من دمشق فور عودة الرعايا الأتراك من هناك. وقد دعت الخارجية التركية رعاياها في سوريا للعودة إلى بلادهم بأسرع ما يمكن, وقالت إنها ستغلق القسم القنصلي في سفارتها بدمشق الأسبوع المقبل. وأعلنت الوزارة في بيان أن "التطورات في سوريا تطرح مخاطر أمنية جدية على مواطنينا. ننصحهم بشدة بالعودة" إلى تركيا. وقف العنف في غضون ذلك قال سيرغي بوغدانوف -نائب وزير الخارجية ممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط- إن وقف العنف في سوريا أيا كان مصدره يعد أولوية لحل الأزمة. وأوضح أن التصريحات التي تصدر بأن حكم الرئيس بشار الأسد غير شرعي لا تجدي بشأن إحلال السلام في سوريا. واعتبر أن إغلاق السفارات لا يخدم حل الأزمة، قائلا إن السلطات السورية هي أحد طرفي الصراع وإن الإبقاء على روابط واتصالات معها "شرط ضروري للغاية". وحذر الوسيط الروسي من عواقب حرب أهلية في سوريا على المنطقة، وكرر مطالبة بلاده "بإيقاف العنف فورا وبإنشاء آلية مراقبة تكفل ألا يستغل أي طرف وقفا لإطلاق النار في مصلحته وببدء حوار فوري بين الحكومة وخصومها دون شروط مسبقة". إغلاق سفارات ومن جهته كشف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن دول المجلس قررت غلق سفاراتها في دمشق مع دخول الثورة في سوريا عامها الثاني وسط ترقب للتقرير الذي سيقدمه كوفي أنان -موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية- إلى مجلس الأمن اليوم. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني قوله -في وقت متأخر من مساء الخميس في بيان- إن الخطوة تظهر رفضا "لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق". يأتي هذا القرار الذي سيشمل قطر والإمارات وعمان والكويت بعيد إعلان السعودية والبحرين إغلاق سفارتيهما في سوريا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الاتحاد الأوروبي أن وزراء خارجية دول الاتحاد ال27 سيقدمون على خطوة مماثلة خلال اجتماعهم في بروكسل الأسبوع المقبل. بيان أنان في غضون ذلك يُنتظر أن يقدم مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان لمجلس الأمن الدولي اليوم بيانا بشأن ما تحقق في المهمة التي كلف فيها قبل عشرة أيام. وحدد أنان فور تكليفه الخطوط العريضة لمهمته في مؤتمر صحفي وهي السعي إلى وقف الصدامات والمعارك وعمليات القصف التي أسفرت عن مقتل أكثر من تسعة آلاف شخص والعمل على "إدخال المساعدة الإنسانية" و"إيجاد حل سلمي مع السوريين يحترم تطلعاتهم ويؤمن الاستقرار في البلاد". والتقى أنان الرئيس السوري بشار الأسد يوم السبت الماضي دون أن يرشح شيء عن ما دار بينهما. وفي دمشق رحبت الخارجية السورية أمس الخميس بزيارة الفريق الفني الذي شكله كوفي أنان إلى سوريا لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بمهمته فيها. وأوضحت الوزارة في بيان نقلته وكالة "يو بي آي" أن هذا الترحيب يأتي في إطار الجهود التي تبذلها سوريا لإنجاح المهمة التي يقوم بها أنان. وكان سوريون موالون للنظام دعوا من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "لايك من أجل سوريا"، السوريين في الداخل إلى التظاهر الخميس، والسوريين في الخارج إلى تنظيم تجمعات الجمعة والسبت. جاء ذلك وسط استمرار الجيش السوري وأجهزة الأمن في حملتها العسكرية على مناهضي النظام في محافظات عدة، مما أوقع يوم أمس أكثر من خمسين قتيلا بالإضافة إلى العثور على 23 جثة عليها آثار عيارات نارية وتعذيب في ريف إدلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.