شنت أوساط ثقافية وصحافية في مصر هجوما عنيفا على كتاب هيكل الجديد "مبارك.. من المنصة إلى الميدان" وقالت إنه لم يضف جديدا عن المعهود في كتاباته. واتهموه بالتحايل والسرقة بجمع شتات قصص لم يكن هو بطلها ووضعها على لسانه وقال الكاتب الصحفي أيمن شرف، رئيس تحرير صحيفة "الدستور"السابق"، إن "هناك أكثر من ملاحظة نقدية على الكتاب، أولها أن هيكل يخرج بهذا الكتاب عن قراره السابق بتوقفه عن الكتابة، وثانيا أن هيكل يريد بهذا الكتاب أن ينتقم من مبارك بغض النظرعن المرحلة السياسية التي عاشتها مصر في عهد مبارك". وأكد شرف "أن هيكل مثلما كتب كتابه عن السادات "خريف الغضب"انتقاما منه كتب أيضا عن مبارك من أجل الانتقام وفقط وليس من أجل التحليل والنقد ". أما عن مستوى محتوى الكتاب، الذي تنشر صحيفة "الشروق" المصرية، أجزاء منه، فيرى شرف، وهو دارس جيد لكتابات هيكل، أنه لا يقدم جديدا ". وزاد شرف "بل أن هيكل يحاول في كتابه عن مبارك يحاول أن يجمع شتات قصص لم يكن هو بطلها ويضعها على لسانه بينما هي على لسان آخرين مثل الحوار الذي دار بينه وبين السادات حول تعيين مبارك نائبا له/ بينما هو مأخوذ عن حوار بين الكاتب الصحفي عبدالستار الطويلة حيث وضع هيكل نفسه مكان عبدالستار الطويلة وغير صياغة الكلام". وأضاف شرف في تحليله لكتاب هيكل أن "هناك كثير من الحوارات كتبها هيكل على أنه أجراها بنفسه، وقام بتغيير في أسماء الشخوص في أحداث معينة ليبدو أنه هو المصدر العليم والمقرب من دوائر صنع القرار والذي يؤخذ برأيه دائما". وتابع:"هناك أمثلة كثيرة لا حصر لها في كتابات هيكل على هذا المنوال، فالمسألة بالنسبة له تتجاوز حدود الأموات الى الأحياء بشرط أن يكون هؤلاء الأحياء في موقف الضعف وغير قادرين على الرد كما في حالة مبارك حينما وصفه هيكل بالبقرة الضاحكة ، فمبارك مع اختلافنا معه هو في موقف ضعيف ولا يستطيع الرد على وصف هيكل بأنه بقرة". ويقول الكاتب الصحفي خالد السرجاني "هيكل لم يضف جديدا في كتابه عن مبارك وهو لا يعدو أن يكون مجرد كتاب لمناسبة الثورة". وأضاف السرجاني "أن مضمون الكتاب يتناقض مع مقدمته لأنه يتحدث في المقدمة قائلا "أنه لا أحد يستطيع أن يعرف شخصية مبارك فيتصور القاريء أنه سيجد في فصول الكتاب تشريحا لشخصية مبارك جديدا ولكننا لا نجد، على عكس ما قرأناه في كتابه عن السادات "خريف الغضب"، حيث بذل هيكل في هذا الكتاب مجهودا واعتمد على التحليل النفسي لشخصيته". وأوضح السرجاني "أن هيكل في كتابه عن مبارك تحدث عن لقاء جمعه بمبارك 6 ساعات، لكنه لم يقدم جديدا في هذا الحوار لأن هيكل اعتاد أن يكتب من موقع قربه من صناع القرار وفي حالة كتابه عن مبارك لم يكن قريبا ، بل اعتمد على مصادر ثانوية في كتابه عن مبارك وليس مصادر أصيلة لذلك أعتبر الكتاب لم يضف جديدا ، بل هي مجرد انطباعات". أما الكاتب أيمن الصياد رئيس تحرير مجلة "وجهات نظر"، فيرى أن الكتاب لم يصدر بعد فكيف نحكم عليه بأنه لم يقدم جديدا، فكل ما نشر عنه مجرد مقالات في صحيفة. وقال: "ما نشر حتى الآن يحمل جديدا من وجهة نظري مثل تفاصيل اللقاءات التي جمعت بين مبارك وهيكل، والتي لم نكن نعلم عنها شيئا". ويتابع الصياد: "صحيح أن هيكل لم يكن مقربا من مبارك ولا من دوائر صنع القرار في عهد مبارك ، بقدر قربه من عبدالناصر، ولكن هذا ليس له صلة وثيقة بطبيعة تحليل المعلومات التي يسردها هيكل في كتاباته بشكل عام وليس كتابه عن مبارك فقط ، فالمحك الأساسي لتقييم كتابات هيكل هو السرد المعلوماتي البسيط والخروج بتحليل يفيد القاريء".