أفصح رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر أن الأسلوب الذي استخدم في أعمال الفوضى في القطيف باستخدام الدراجات النارية لرمي قنابل المولتوف وإطلاق الأعيرة النارية على نقاط التفتيش هو نفسه الذي استخدم في العملية الانتخابية في إيران قبل فترة من الزمن. وبيّن أن من قام بتلك الأفعال هم جماعات متسترة زرعت داخل المملكة، ودربت خارجياً على مثل تلك الأفعال باستخدام الأسلحة النارية والإعلام المساند والتجييش والتجنيد لصالحها، وقال "المسألة عبارة عن فكر تنظيمي وليس تلقائيّاً". وأوضح، أن هذا الأسلوب لم يكن موجوداً في المملكة في السابق إلا في الفترة الحالية أي أنه أسلوب "دخيل" ، مما يعني أن من أثاروا الفوضى في القطيف مدربون على هذه الاستخدامات. ونبه على أن "عملاء الظل" هم أشد خطراً على المملكة ودول الخليج من العملاء المعلنين، زرعوا، ويدارون من رجال المخابرات الإيرانية للتأثير على أمن واستقرار المملكة ودول المجلس، عبر تحريك الشارع الشيعي كونها لا ترى مفهوم الولاء إلا من منظور طائفي ضيق، متجاوزة الولاء الوطني والقومي. وجدد تأكيداته على أن المملكة والبحرين لديهما أدلة دامغة تثبت تورط إيران في الأحداث الدائرة في المنطقة، مطالباً بكشف الأدلة وقال "كفاية الأسلوب المؤدب في التعامل والسياسة الهادئة وعدم التصعيد، فالطرف الآخر لم يحترم هذه الأساليب من العلاقة ويسعى لإثارة الزعزعة في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي". وأكد أنه في بعض الأحيان يصعب كشف بعض المعلومات لخطورتها وذلك لأسباب أمنية، وإمكانية استخدامها فيما بعد، وقال "هناك بعض الدول تعرضت لمحاولات تدخل وفضلت تلك الحكومات عدم الإعلان عنها في حينها لأسباب تخص علاقة الدولة بتلك الدول التي تسعى لزعزعة أمنها واستقرارها". وشدد على أهالي القطيف استمرارهم في حث أبنائهم على عدم الانجراف خلف مثيري الفوضى، وتمسكهم بوطنيتهم بعيداً عن الحس الطائفي، كون هناك من يحاولون إثارة الفوضى من خلال الدعوى إلى التجمهر في المملكة، وتابع: التجمهر كان طوال الأعوام الماضية سلمياً ومطالباتٍ بشكلٍ مقبول جداً، والآن انتقل لاستخدام الدراجات النارية وقنابل المولتوف وإطلاق الأعيرة النارية على نقاط التفتيش فهذا لم يأت من الداخل وإنما بعد تدريب من الخارج. وأشار إلى أن المملكة أبدت حزماً وحلماً في موقفها تجاه أحداث الفوضى في المنطقة الشرقية، وأن البعد الأمني كان واضحاً بعدم التهاون في الأمن الوطني، إضافة إلى أن هناك تعاوناً وطنياً أمنياً ما بين المملكة ودول الخليج لرصد وردع أي محاولات خارجية "طامعة" في التدخل في الشأن الداخلي لدول المجلس، وهناك عمل استخباراتي دقيق في المنطقة لرصد الارتباط الخارجي وحركة التنقل اعتبر أن تلك الفئات مضلل بها. وبيّن بن صقر أن المملكة استخدمت عدة أساليب لردع أي إساءة داخل البلاد، منها إحكام القبضة الأمنية ضد الخارجين على سيادة الدولة لكي لا يكون هناك إساءة على الممتلكات والاعتداء على الغير، والحوار الاجتماعي مع قيادات الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية لحث أبنائهم لعدم الانجراف وراء المندسين.