ودعت جدة عصر أمس سوزان الخالدي الضحية الثالثة لحريق مدارس براعم الوطن، بعد أن وافتها المنية، ليرتفع عدد ضحايا الحريق إلى ثلاث بعد وفاة المعلمتين غدير كتوعة وريم نهاري. وأوضح شقيقها التوأم أزهري أنه كان يأمل في نجاتها، مضيفا "كنت آمل أن أزفها إلى بيتها بعد معافاتها، لكن قدرها أن تزف إلى قبرها". وأضاف أنها كانت ذا قلب كبير، حيث كانت طالباتها محل اهتمام كبير في حياتها، وتحرص على مكافأة المجتهدات منهن، وتعمل جاهدة على ابتكار طرق جديدة تسهل تعلمهن اللغة الإنجليزية. من جهته، أكد شقيقها الأكبر سهيل أن نبأ الوفاة وقع عليهم كالصاعقة، مشيرا إلى أنهم كانوا يتوقعون شفاءها، لافتا إلى أنها كانت ترعى والدتها المسنة، التي يخشى عليها إن بلغها خبر الوفاة، لاسيما أنها تعاني من أمراض عدة. وقال إن الأمل كان يحدوهم إلى أن ينقلوها إلى مستشفى آخر، خاصة بعد أن وجه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، بتيسير كل السبل لدعمها وعائلتها. من جانبها، وصفت المشرفة بالمدرسة حورية حفني الفقيدة سوزان بأنها كانت أكثر من رائعة، تقدم الدعم للجميع، وتسرع بالمساعدة لكل محتاجة، فيما عبرت الطالبة بالصف الثاني المتوسط نهى الغامدي عن بالغ حزنها لوفاة معلمتها. وقالت: لقد كانت - رحمها الله - تتمتع بروح عالية، وتعرف كيف تتعامل معنا كمراهقات، فهي خلوقة راقية في تعاملها". من جهتها، أثنت قريبتها أم رأفت على حسن تعاملها مع الأطفال، مشيرة إلى أنها كانت دائما ما تحمل لهم الهدايا والحلويات، لافتة إلى أنها كانت تعد للقاء في منزلها يجمع جميع أفراد العائلة، ولكن القدر كان أسرع. وثمنت أسرة سوزان الخالدي موقف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل وتوجيهه بنقلها من مستشفى الملك عبدالعزيز بالمحجر إلى أي مستشفى ترغب فيه عائلتها. يشار إلى أن "الوطن" نشرت تصريحا لمدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي بادود أفاد فيه بأن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة طلب تقديم كافة المساعدات للمعلمات المصابات مع إمكانية تسهيل علاجهن ولو استدعى الأمر في الخارج.