فيما شيعت جموع من المصلين الجندي أول عبدالله سليمان قحمش في مسجد الراجحي بمدينة أبها أمس، الذي توفي الأربعاء الماضي متأثراً بإصابته بطلق ناري من أحد المقبوض عليهم، خلال نقلهم إلى محافظة أحد رفيدة قبل نحو أسبوع، طالب والد الجندي ولاة الأمر بالقصاص من قاتل ابنه. وقال: «أنا مريض بجلطة ولم أستطع حتى الصلاة على ابني أو مشاهدة قبره، وقبل وفاته أبلغني انه ذاهب للعمل بعد أن أعطاني علاجي الخاص بالسكر، فقد كان حنوناً، وكان مقبلاً على الزواج، وتمنى قبل وفاته أن يموت فداء لوطنه، مثل وفاة الضابط السرحاني الذي كان في إدارته ويحبه». وتعود تفاصيل الحادثة، عندما نقلت الجهات الأمنية أشخاصاً مقبوضاً عليهم من مدينة أبها إلى محافظة أحد رفيدة قبل نحو أسبوع، وأثناء السير أطلق أحدهم النار، ليهرع رئيس هيئة الأسواق بأبها لنجدة رجل الأمن وإنقاذه، فإذا بالشاب يواجهه برصاصة في رأسه، فيما عمل على إشهار السلاح في وجه السائق وأمره بفك قيود الحديد منه، والتوقف وعدم مغادرة المكان إلا بعد أن يختفي تماماً عن الأنظار. يذكر أن الجهات الأمنية في منطقتي عسير وجازان تواصل جهودها للقبض على القاتل الذي تشير المصادر إلى أن عمره يتجاوز (21 عاماً)، وانه رجل امن سابق، أقام لمدة شهر تقريباً في منطقة جازان برفقة شاب في ال 15 من عمره من جيرانه الذي أقدم ولي أمره بالإبلاغ عن اختطافه، ليتم العثور عليهما هناك، ثم رحلا إلى أبها، بينما ذكر بعض أقارب الجندي المتوفى، أن القاتل كان معه مسدس ربع، سلم إلى البحث الجنائي في أبها مع ورقة تثبت تفتيش الشابين، وأنه عندما تم نقلهما كان برفقتهما رجل الهيئة ورجل الأمن المتوفيان وسائق سعودي، ليخرج القاتل المسدس المخبأ في ملابسه ويطلق النار على رجل الأمن العسيري، ثم هرع رجل الهيئة لإنقاذه فأطلق على رجل الهيئة في الرأس، ثم سمح للشاب الذي برفقته بالنزول والذهاب إلى أهله، فهدد السائق إلى أن أوصله إلى وادي مطل على تهامة، ثم لاذ بالهرب.