شهدت شوارع العاصمة البحرينية المنامة والمناطق المحيطة بها الأربعاء اختناقات مرورية بعد ما زج الآف المحتجين بسياراتهم في الشوارع الرئيسية بالعاصمة لشل حركة المرور لمنع الموظفين من الذهاب لأعمالهم وتعطيل نشاط الوزارات والأعمال الأخرى. وتأتي هذه الخطوة التي نظمها ائتلاف 14 فبراير المعارض ووصفها ب"طوق الكرامة"، في محاولة منهم للضغط على الحكومة لإطلاق سراح المعتقلين ووقف ما وصفوه القمع اليومي للمظاهرات وإرجاع المفصولين فضلا عن تنفيذ الإصلاحات السياسية وعلى رأسها الحكومة المنتخبة. كما تأتي قبل يومين من موعد الاقتراع في الانتخابات التكميلية المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من الشهر الجاري وسط مقاطعة قوى المعارضة التي تطالب بإلغائها، وحلّ البرلمان، والبدء في إيجاد حل سياسي للأزمة القائمة في البلاد بدلا مما سمتها "حلولا ترقيعية". واعتبر القائمون على تنظيم هذه الفعالية أنها تمهيد لعودة النشطاء إلى ميدان اللؤلؤة، الذي كثفت فيه السلطات إجراءاتها الأمنية، خوفا من عودة المتظاهرين إليه بعد أن طردتهم منه في منتصف مارس/آذار الماضي. وتركز الاختناق المروري في الشوارع الرئيسية التي تربط المحافظات بوسط العاصمة والمنطقة الدبلوماسية حيث مقر أغلب الوزارات والداوئر الحكومية وبعض السفارات إلى جانب مرفأ البحرين المالي ومنطقة السيف التجارية. الاختناق المروري وقال شهود عيان للجزيرة نت إن الازدحام امتد في أحد أهم الشوارع السريعة في البحرين -والذي يربط جنوبي البلاد بالعاصمة وهو شارع خليفة بن سلمان- لمسافة تزيد عن عشرين كيلومترا. وقد اضطرت شرطة المرور إلى إغلاق بعض الشوارع الفرعية التي تؤدي لهذا الشارع لتخفيف الضغط عليه في وقت انتشرت فيه قوات الأمن البحرينية على الطرق الرئيسية للعاصمة ومداخلها. وأعلنت الداخلية البحرينية وعلى صفحتها في تويتر في وقت لاحق أن الإدارة العامة للمرور اتخذت إجراءات قانونية بحق 18 سائق سيارة لتعطيلهم حركة السير في عدد من شوارع البلاد وأشارت إلى أنها تحفظت على سياراتهم. وكانت السلطات البحرينية حذرت من أنها لن تتهاون مع منفذي الفعالية وقالت إنها ستتخذ الإجراءات القانونية ضد كل من يتم ضبطه مخالفا، ومن ضمنها الحبس والغرامة. ودعت الولاياتالمتحدة البحرين إلى "تجنب قمع" الاحتجاجات بعد أن أغلقت الشرطة البحرينية معظم الطرق الرئيسية في العاصمة المنامة بسبب فعالية للمعارضة. من ناحية أخرى فرقت قوات الأمن البحرينية مسيرات متفرقة في عدد من المناطق أبرزها بمنطقة سار شمالي البلاد عندما خرج المتظاهرون في مسيرة أطلقوا عليها مسيرة إصرار العودة للميدان يوم ال23 وال24 بعد ما أطلقت عليهم الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم. كما خرجت مسيرات مماثلة في كل من منطقة كرانة والدير في مظاهرتين متفرقتين ردد المشاركون فيهما شعارات مناهضة للحكومة وتطالب بإقالة رئيس الوزراء والإفراج عن المعتقلين وإرجاع المفصولين إلى أعمالهم.