تسلمت هيئة التحقيق والادعاء العام في جدة ملف قضية فتاة مغربية تدعى إلهام (23 عاما) تعرضت لعملية عنف ومحاولة إجبار على ممارسة الدعارة مع فتيات مغربيات في جدة، فيما فتحت اللجنة الدائمة لمكافحة الاتجار بالأشخاص في ذات الوقت تحقيقا مماثلا في القضية وبدأت اللجنة الاستماع إلى الفتاة الضحية التي قفزت من الدور الثالث هروبا من شقة، ودخلت هيئة حقوق الإنسان أيضا على الخط بزيارة مشرفة هيئة حقوق الإنسان الدكتورة فتحية القرشي للحالة وأعدت تقريرا عنها. الفتاة المغربية إلهام روت تفاصيل ما تعرضت له منذ قدومها للعمل في المملكة بتاريخ 29 صفر 1432ه على أنها موظفة استقبال في مشغل نسائي، وقالت «إن مقيمة من الجنسية المصرية استقبلتها منذ قدومها وذهبت معها إلى شقة فيها اثنتان من المغربيات، وأضافت في روايتها عندما سألت عن العمل قالوا لي إن المشغل غرق جراء الأمطار وأن علي الانتظار، علما بأنني لم أر كفيلي الذي استقدمني للعمل حتى الآن، وتعاملي كان فقط مع المصرية التي تدعى أم حمادة»، وتستطرد إلهام «في هذه الأثناء بدأت أم حمادة في التلميح لي بأن الحياة صعبة وفرص، لذلك يتوجب علي أن أضحي وأقدم تنازلات في هذا الاتجاه، ثم عرضت علي تعريفي إلى بعض الأشخاص الذين يمكنهم أن يدفعوا لي أموالا تغنيني عن العمل، واستمرت أسبوعا تطلب مني أن أرضخ لمطالبها وأوافق على قضاء سهرات مختلطة». وتؤكد إلهام أنها رفضت عروض أم حمادة بشدة، وقالت لها «جئت مضطرة للبحث عن عمل شريف لمساعدة والدتي المريضة وأنني لن أقبل أموالا حراما تأتي من طريق يغضب الله»، وتضيف: هنا طلبت منها أن أعود إلى بلدي بعد أن بدأت أشعر أنني أتعرض لعملية ابتزاز، لكنها ردت بأن جواز سفري مع الكفيل، وعلي أن أدفع مبلغ 27 ألف ريال قيمة الخسائر التي تكبدتها هي والكفيل في استقدامي، وهنا قررت الهروب بعد أن اتصلت بصديقة مغربية تدعى (دينا) كانت تعمل كوافيرة في جدة فرحبت بي، فلجأت إليها وكانت تسكن في حي الفيصلية في جدة «واعتقدت أنها ستكون أختا لي تساعدني على العودة للمغرب، وخلال أسبوع من الإقامة معها لاحظت تردد فتاة مغربية تدعى (كوثر) عليها، ثم تبين لي السلوك المشين لهما من خلال تناولهما للمسكر والحشيش وممارستهما لأعمال منافية، وزعمت لي أنها متزوجة مسيارا من رجل أعمال، وأنه سيتصل بكفيلي ليحصل لي على جواز سفري. وزادت إلهام في روايتها «كل هذا حدث خلال أسبوعين من قدومي ولم أستخرج تصريح إقامة حتى الآن، وهنا طلبت مني صديقتي أن أدفع لها 24 ألف ريال لاستعادة جواز سفري، وعندما أفهمتها بأنني لا أملك شيئا من المال، حاولت إقناعي بالعمل في الدعارة بالتعرف إلى رجال وأقضي سهرات، وأنني بهذه الطريقة سأجمع ما أريد من مال خلال شهرين وأغادر إلى بلدي وأعالج والدتي، رفضت هذا العرض تماما، وفي أحد الأيام كانت (كوثر) موجودة في الشقة تتناول المسكرات، وبدا لي أنهم يعدون لسهرة ماجنة وسمعت همسا بأنني سأقدم إلى شخص لاغتصابي، وفي تلك الليلة تعرضت للضرب من (دينا) و(كوثر) وحرق بالسجائر والتهديد بسكين، وسمعت صوتا من خارج الصالة، وطلبت مني كوثر أن أخلع ملابسي بالقوة، وهنا فتحت نافذة الصالة للاستغاثة وطلب النجدة كون الباب كان مغلقا بالمفتاح، وكانت (دينا) تخرج كل قليل إلى الغرفة المجاورة وتعود، فيما كانت (كوثر) تضع السكين على رقبتي، بل عمدتا إلى قص شعري وطلبتا مني خلع الملابس، وكررت التوجه إلى النافذة للصراخ، وأمسكت بي كلتاهما وكانتا تحت تأثير المسكر يتلفظان على بأبشع الألفاظ، وهنا اقتربت من النافذة، ولا أدري حينها هل سقطت أم تم إسقاطي من الدور الثالث إلى الأرض، وأصبت بعدة كسور في القدمين والحوض وكان ذلك بتاريخ 4/4/1432ه وسجلت الواقعة في شرطة النزهة في جدة، وبعد يومين من الحادثة علمت أن الكفيل حرر بلاغ هروب عني، وتبين لاحقا أن الكفيل لا يعلم شيئا عنى وباع الفيزا بعد قدومي لأشخاص لا أعرفهم بهدف القوادة علي». إلهام أكملت علاجها في المستشفى وقرر الأطباء خروجها، ولكنها لا تعرف شيئا كما قالت في مجريات التحقيق وكيف يمكنها المغادرة إلى بلادها وهي لا تزال دون هوية، مؤكدة «تعرضت خلال 33 يوما منذ قدومي حتى سقوطي أو إسقاطي من الدور الثالث إلى عمليات ابتزاز ومحاولات إغراء لممارسة أعمال منافية والزواج المسيار، لكنني لم ولن أفرط في شرفي»، وطالبت بالقبض على كل أفراد شبكة الدعارة التي حاولت النيل منها.