أكد دعاة وباحثون إسلاميون أن "السلفية" كحركة سياسية ليست جديدة على مصر، وأنها تعرضت للكبت في عهد النظام المصري السابق، وفيما أشار بعضهم إلى أن الحرب على "السلفية" موجودة منذ عهد الرسول "صلى الله عليه وسلم"، رجح آخرون أن الثورات العربية تأتي ضمن مخطط أمريكي لتنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، مؤكدين وجود الهجمة على "السلفية"، وأنها تخطت ذلك لاستهداف الإسلام وتشويه المذهب الحنبلي، بينما ذهبت بعض الآراء الأخرى إلى أن من حق "السلفيين" ممارسة السياسة، ولكن "بشروطهم" وليس ب"جبة الفقيه"، وأن "الخلخلة" تنتظر العديد من مفاهيمهم في الطريق إلى المشروع السياسي السلفي. جاء ذلك ضمن حلقة جديدة من برنامج "واجه الصحافة" الذي يعده ويقدمه الإعلامي داود الشريان، واستضاف فيه الدكتور صفوت حجازي أمين جماعة أهل السنة في مصر، والدكتور حمد العثمان المدرس بكلية الشريعة بجامعة الكويت، والباحث في الحركات الإسلامية بدر العامر، وبثتها قناة "العربية" مساء الجمعة 27-5-2011. الثورات ومشروع الشرق الأوسط الجديد وأكد الدكتور العثمان أن "السلفية" يجب أن تنسب للرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الحرب عليها ليست بالجديدة، وأنها موجودة منذ ذلك العهد. وحول الوضع عن "السلفية" في مصر وتفاعلها مع الثورة قال العثمان: إن "السلفيين" لم يخرجوا على النظام المصري السابق، مرجحاً أن ما يحدث هو أن أمريكا تسعى لتنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، مشيراً إلى ما وصفه بتدخلات صهيونية ويهودية وراء ذلك، ومدللاً بأنه تم استخدام البعض في ذلك مثل وائل غنيم المدير الإقليمي لشركة غوغل. وأوضح العثمان أن "السلفية" مرتبطة بالسعودية في كل العالم، وليس فقط العالم الإسلامي، معتبراً ذلك مدعاة للفخر، مستغرباً أن يستنكف بعض السعوديين من نسبة "السلفية" للسعودية، ومؤكداً أن "هناك من يسعى لتشويه المذهب الحنبلي"، مضيفاً أن الوضع في مصر حالياً يجب أن ينتهي ب"حكومة إسلامية". تنسيق سلفي–إخواني من جهته، قال الدكتور حجازي إن "السلفية" متغلغلة في كل (زقاق) في مصر، وأن "السلفية الحركية" شهدت ولادتها مع الإمام أحمد بن حنبل، مؤكداً أن علماء السلف في مصر انقسموا في رؤيتهم للثورة، وأن الكثير منهم تغيرت مواقفهم بعد نجاحها. واستنكر حجازي العديد من آراء العثمان، مؤكداً أن "وائل غنيم لا علاقة له باليهود، وهو موظف في "غوغل"، ومن يخرج الشيخ حسن البنا من دائرة العلماء جاهل، كما نفى أن يكون للثورة المصرية أية علاقة بتقسيم السودان، وأن ما حدث من اختراقات من "البنتاجون" إنما كان "في عهد النظام السابق ولن نقبل به". واعتبر الدكتور حجازي أن الهجمة الليبرالية والعلمانية استهدفت الإسلام وليس السلفية، وأن هناك من يسعى لتخويف الشعب المصري من الحكم الإسلامي، ومؤكداً أن "فزاعتي السلفية والإخوان" استخدمتا بكثرة بعد الثورة، مطالباً بمحاكمة كل من يستقوي بدول خارجية بتهمة "الخيانة" سواء أكان من "النصارى" أو المسلمين. أول حزب سياسي سلفي وأشار الدكتور حجازي إلى أن المدرسة السلفية في الإسكندرية سبق وأنشأت حزب (النور) كأول حزب سلفي في مصر، واعتبر أن تردد "السلفيين" في دخول معترك السياسة غير مبرر، وقال "أبارك بشدة دخول السلفيين إلى المعترك السياسي"، نافياً أن تكون "السلفية" المصرية تدين بأي ولاء ل"السلفية" السعودية. واعتبر حجازي أن الدعوة "الوهابية" هي جزء فقط من "السلفية"، مستشهداً بأن دولة الخلافة الراشدة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين هي دولة مدنية تحكم بالشريعة الإسلامية. وختم الدكتور حجازي حديثه بتأكيد التنسيق بين "السلفيين" و"الإخوان" لدخول المعترك السياسي، وقال إن التنسيق جار بين "السلفيين" و"الإخوان" في الدوائر الانتخابية، معتبراً أن ذلك في غاية الأهمية لكي يشكل "الإسلاميون" جبهة في مواجهة "الليبراليين والعلمانيين". "السلفية وجبة الفقيه" من جانبه، قال العامر إن ما يحصل هو حصر الناس في "مصطلحات" ومحاكمتهم بها، مؤكداً أن المدرسة الإسلامية في السعودية أثرت في "سلفية" العالم الإسلامي، نافياً أي تقارب بين "السلفية الجهادية" و"السلفية السعودية" لا من قريب ولا من بعيد. وعن "السلفيين" والمشروع السياسي في مصر، أكد العامر أن من حق "السلفيين" ممارسة السياسة، ولكن "بشروطهم"، مؤكداً أنهم قد يتصرفون كبقية الأنظمة الحاكمة لو وصلوا للحكم، وأن "الخلخلة" في المفاهيم تنتظرهم عند وصولهم، محذراً أنه لا يمكن لهم ممارسة السياسة ب"جبة الفقيه"، وأن ذلك سيتقاطع مع الكثير من مفاهيمهم، وأنه قد يترتب عليه تقديم تنازلات كبيرة.