أكد مسؤول كبير في الاستخبارات الأمريكية السبت أن أسامة بن لادن كان لا يزال "زعيماً نشطاً للقاعدة"، يصدر تعليمات للتنظيم من منزله في مدينة أبوت أباد الباكستانية، حيث قتل الإثنين في هجوم نفذته فرقة كوماندوس أمريكية. وبثت الولاياتالمتحدة السبت عدة أشرطة فيديو يظهر في أحدها أسامة بن لادن بلحية رمادية وهو يشاهد نفسه على التلفزيون، وذلك بعد أن صادرتها فرقة الكوماندوس الأمريكية التي شنت هجوماً على منزل زعيم القاعدة وقتلته في باكستان، كما أفاد صحافيون في فرانس برس. خمسة أشرطة لابن لادن من جهته، أكد مسؤول كبير في المخابرات الأمريكية أن أشرطة الفيديو والوثائق التي صادرتها فرقة الكوماندوس الأمريكية من منزل أسامة بن لادن في أبوت أياد تشكل "أضخم" مواد يتم الحصول عليها عن زعيم القاعدة الذي قتل خلال هذا الهجوم. وقال هذا المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه "بفضل هذا الهجوم حصلنا على أضخم كمية من الوثائق عن زعيم إرهابي". وأوضح أن فرقة الكوماندوس التي شنت هذا الهجوم عثرت في منزل ابن لادن على أشرطة مسجلة وأجهزة كمبيوتر وملاحظات خطية. وكان مسؤول أمريكي آخر أكد الأربعاء مصادرة نحو عشرة أجهزة كمبيوتر وأقراص صلبة ونحو مائة من معدات تخزين للمعلومات (أقراص مدمجة وأشرطة دي.في.دي ومفاتيح يو.أس.بي). ومن هذه المواد أشرطة فيديو بينها خمسة أشرطة لابن لادن بثت السبت. عاش في باكستان سبع سنوات من جهة أخرى، قال مسؤولون أمنيون باكستانيون رفيعو المستوى اليوم السبت إن أسامة بن لادن ربما عاش في باكستان لما يزيد على سبع سنوات قبل أن تتمكن قوات أمريكية من قتله. ومن شأن إعلان كهذا أن يزيد من غضب واشنطن، الحليف الرئيسي على باكستان، التي عاش عدو الولاياتالمتحدة الأول على أرضها كل هذه الفترة. وقالت واحدة من أرامل ابن لادن لمحققين باكستانيين إن زوجها عاش في قرية باكستانية لفترة تقارب عامين ونصف العام قبل أن ينتقل إلى بلدة أبوت أباد العسكرية حيث قتل يوم الإثنين. وكانت أمل أحمد عبدالفتاح زوجة ابن لادن قد أخبرت المحققين في وقت سابق أن ابن لادن وأسرته قضوا خمس سنوات في أبوت أباد، حيث انتهت أدق وأغلى عملية بحث عن مطلوب في التاريخ. باكستان ترفض اتهامات "دولة داخل الدولة" وقال أحد المسؤولين الأمنيين الكبار لرويترز بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته أخبرت أمل زوجة ابن لادن المحققين بأنهم عاشوا في قرية في منطقة هاريبور لما يقرب من عامين ونصف العام، قبل الانتقال إلى أبوت أباد في نهاية 2005. وكانت أمل عبدالفتاح ومعها زوجتان أخريان لابن لادن وعدد من أبنائه بين 15 أو 16 شخصاً اعتقلتهم السلطات الباكستانية في المجمع الذي قتل فيه ابن لادن بعد الغارة. وتواجه باكستان، التي تعتمد بشكل كبير على مليارات الدولارات التي تقدمها الولاياتالمتحدة كمساعدات لها سنوياً، ضغوطاً كبيرة لتفسير كيف تمكن ابن لادن من البقاء لهذه الفترة الطويلة دون اكتشافه، رغم أنه كان موجوداً على مسافة بسيطة من العاصمة. وثارت الشكوك في أن يكون جهاز المخابرات الداخلية الباكستاني المعروف بتاريخ طويل من الاتصالات مع الجماعات المتشددة على علاقة بابن لادن، أو أن عدداً من عملائه على الأقل كانت لهم علاقات به. ويوصف جهاز المخابرات الداخلية في باكستان بأنه دولة داخل الدولة. ورفضت باكستان هذه الاتهامات وقالت إنها دفعت أغلى ثمن من الأرواح والأموال لدعم حرب الولاياتالمتحدة على التشدد بعد أن شن أتباع لابن لادن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال المسؤولون الأمنيون إن باكستان بدأت تحقيقاً في وجود ابن لادن في باكستان، فيما قال واحد من المسؤولين من الخطير جداً أن ابن لادن عاش في مدن في باكستان، ولم نتمكن من الظفر به تماماً. ويواجه القادة الباكستانيون بالفعل مشكلات كبيرة قبل أن يثير الكشف عن أن ابن لادن كان يرتع في فنائهم الخلفي المزيد من الشكوك في مدى التزامهم بمحاربة التشدد.