ما يتعرض له العقيد معمر القذافي منذ 3 أسابيع ليس جديدا عليه، فقبلها واجه "ثورة" رافقتها حركة "انفصالية" خطيرة أيضا، لكنها لم تكن دموية كالتي نرى مآسيها مع نشرات الأخبار هذه الأيام، وفق ما ألمت به "العربية.نت" من خلال اتصالها ليل الأربعاء 9-2-2011 بطبيبين برازيليين، أحدهما سوري الأصل، ساعداه قبل 16 سنة بالقضاء على ما واجهه بعمليتين تجميليتين: شد جلد الوجه وزرع للشعر في فروة رأسه. كان وجه العقيد في 1994 مليئا بتجاعيد ومطبات والتواءات جلدية غزته وحلت عليه بعامل التقدم في العمر، وشعره كان بدأ يتساقط بكثرة وينفصل عن مقدمة وصحن الرأس، ولم يكن يبدو أن عمره 53 سنة ذلك العام، بل ربما أكبر بعشر سنوات تقريبا، في وقت كانت التحضيرات على قدم وساق لاحتفال ليبيا بمرور 25 سنة على ثورة الفاتح "وأنا لا أرغب بالظهور كالعجوز امام الليبين" وفق ما قاله لأحد الطبيبين، وهو السوري الأصل فابيو نقاش، لذلك أراد القيام بحركة "تصحيحية" تعيده الى صباه، طبقا لما قاله لنقاش نقلا وذكره حين تحدث عبر الهاتف الى "العربية.نت" من سان باولو. تجميل الخدود وأسفل العينين في 1994 وقال نقاش، وهو أصلا من مدينة حلب ومعروف من خلال عمله في "المستشفى السوري اللبناني" المعتبر أشهر مستشفيات سان باولو، بأنه واحد من أبرع جراحي التجميل وزارعي الشعر في البرازيل، انه توجه الى ليبيا في منتصف 1994 بناء على طلب من زميله له، وهو جراح تجميل شهير في ريو دي جنيرو، واسمه الدكتور الياسير ريبيرو، الذي أخبره بأنه تلقى عرضا من القذافي عبر وزير الصحة الليبي ذلك العام، محمد زيد، بأن يجري للعقيد عملية تجميل لخدوده وأسفل جفون عينيه بشد جلد الوجه ليستقيم وتعود اليه نضارته. ومضى الطبيبان الى قاعدة العزيزية، وهي عسكرية يقيم فيها العقيد القذافي مع عائلته الى الآن بطرابلس الغرب، واجتمعا اليه واخبرهما بأنه يريد اجراء العمليتين، التجميلية وزرع الشعر، بتخدير موضعي وليس تخديرا كاملا يغيب فيه عن الوعي، فوافق الطبيبان، وقام الدكتور الياسير ريبيرو بشد الجلد بحيث عاد القذافي يبدو أصغر من عمره ذلك الوقت. زراعة الشعر الناجحة من بعدها بدأ الدكتور فابيو نقاش بعملية زرع الشعر "فسحبت حويصلات من مؤخرة رقبته وزرعتها واحدة واحدة في صحن الرأس عند الفروة في المقدمة، كما في الجانبين، ولم أشعر بأن الزعيم الليبي أحس بأي ضيق وهو يسلم لي رقبته وعنقه ورأسه بالكامل" كما قال. ورفض الدكتور نقاش، البالغ عمره 55 سنة، أن يذكر كم تقاضى من العقيد الليبي في ذلك الوقت، لكنه اعترف بأن تكاليف زرع شعر مماثل للعقيد القذافي تزيد على 5 آلاف دولار الآن "اذا ما تم الزرع في عيادتي الخاصة بسان باولو" وفق تعبيره. وثانية زار الدكتور فابيو طرابلس الغرب بعد عام وبرفقة زميله البالغ من العمر الآن 70 سنة "فتأكدنا أن كل شيء سار على ما يرام، وان جلده ظل متماسكا وشعره توقف عن الانفصال والتساقط تماما، ومن بعدها لم نره، ونسيت ما كان، الى أن تجدد الحديث عن القذافي مع الأحداث الحالية" كما قال. وطمأنته "العربية.نت" ان "الموسم" كان خلال السنوات التي نسيه فيها وافرا وناجحا في رأس العقيد المزروع بالحويصلات، فمن خلال مراجعة صوره وظهوره على الشاشات التلفزيونية يظهر أنه كان وما يزال كثيف شعر الرأس الى درجة يبدو معها الرأس كما وكأنه قرنبيطة، لكن الجلد ترهل ثانية على ما يبدو وعاد وجهه يبدو منبعج الجلد ويؤكد عمره بأنه 69 سنة وأكثر، فضحك الدكتور نقاش وقال: "المهم عندي هو شعره فمنذ ذلك الحين وهو تمام وكثيف" وفق تعبيره. عملية جددت للعقيد شبابه وقال الدكتور فابيو نقاش ان صديقه الدكتور ريبيرو قام بعملية ترميم ناجحة جدا لجلد وجه العقيد وأعاده الى صباه وجدد له شبابه "وهذا ما أسعدنا جميعا". وروى أنه وزميله أجريا العمليتين في طابق تحت الأرض به أقبية وممرات وأن سفرهما الى طرابلس الغرب كان متعبا "فقد سافرنا الى روما بالطائرة ومنها الى جربة في تونس، ثم الى طرابلس الغرب بالسيارة، لأن الأممالمتحدة كانت تفرض حظرا جويا على ليبيا ذلك الوقت". أكد أيضا ما قاله صديقه الدكتور ريبيرو بأنه ما أن أقبل عليهما العقيد القذافي لأول مرة حتى قال له: "أنظر.. أرغب بالظهور شابا، يعني بعمر 28 سنة تقريبا، وأريد اجراء العملية عند منتصف الليل ومن دون مخدر كامل" فأخبره الطبيبان انه من الأفضل القيام بها عند الثامنة مساء فوافق سريعا، لكنه تأخر عن الحضور 5 ساعات، ولم تنته عملية الزرع الا في الخامسة فجرا".