قال المحامي الأميركي رود هوبسون الموكل بالدفاع عن الطالب السعودي خالد علي الدوسري (22 عاماً) الذي اتهمته محكمة أميركية (الجمعة) بالإعداد لاستخدام سلاح للدمار الشامل «إن أنظار العالم كله تتركز على هذه القضية وعلى معاملة المتهم». وأضاف – في بيان – أن التغطية الإعلامية لقضية الدوسري بعد القبض عليه «كانت أحادية ومتحاملة». وذكر أن ذلك جعل إمكان حصوله على محاكمة عادلة في مدينة لبوك بولاية تكساس أمراً صعباً. وقال هوبسون: «هذه ليست «أليس في بلاد العجائب» حيث قالت الملكة: العقاب أولاً ثم المحاكمة. هذه أميركا حيث يحق لكل شخص أن يستفيد من الافتراض بأنه بريء، ومن الإجراءات العادلة لمحاكمته، ومن حقه في توكيل دفاع فعال ومحاكمة عادلة». وشدد هوبسون مجدداً على أن موكله السعودي سيبلغ المحكمة حين يمثل أمامها في 11 آذار (مارس) المقبل بأنه غير مذنب. وأوضح المحامي الأميركي أن «هذه فرصة رائعة بالنسبة إلينا لنُظهر للعالم إلى أي مدى منصف هو نظامنا القانوني، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يتهمون بمحاولة إلحاق الأذى ببلادنا». وكانت وزارة العدل الأميركية أبلغت المحكمة بأن الدوسري اشترى مواد كيماوية بنية صنع متفجرات لنسف 12 سداً ومفاعلات نووية ومنزل الرئيس السابق جورج دبليو بوش في ولاية تكساس. وأشارت صحيفة «ديكان هيرالد» الأميركية أمس إلى أن القاضية الفيديرالية نانسي كوينغ سألت الدوسري حين مثل أمامها الجمعة إن كان مُلمِاً بالتهم الموجهة إليه، فرد: «نعم. أعرف ذلك». وسألته عما إذا كان قد تلقى اتصالاً من القنصلية السعودية، فردَّ بالإيجاب. وذكرت صحيفة «لوبوك أفلانش جورنال» أمس أن الدوسري يتلقى تعليمه في منحة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك». وأضافت أن مكتب «سابك» في هيوستن أصدر بياناً صحافياً (الجمعة) أكد فيه حصول الدوسري على منحة دراسية من الشركة الأم في الرياض في إطار برنامجها الخاص بالمنح الدراسية. وجاء في البيان «أن سابك مستعدة لمساعدة سلطات إنفاذ القانون إذا طُلب منها، في التحقيق مع خالد الدوسري، الطالب السعودي الذي قبض عليه في لوبوك (تكساس) بتهمة تتعلق بأسلحة». وأضاف أن الدوسري يدرس في الولاياتالمتحدة بتأشيرة طالب ضمن برنامج المنح الخاص ب«سابك». وحاول بعض الصحافيين الأميركيين الزج ب «سابك» في الجدل الذي أثاره القبض على الدوسري والاتهامات الموجهة إليه. لكن المتحدث باسم مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف. بي. آي) مارك هوايت أغلق الباب بوجه تلك المحاولات. فقد قال – رداً على سؤال عما إذا كان التحقيق سيتركز على الطلاب المستفيدين من منح «سابك» في الولاياتالمتحدة – إن السلطات الأميركية لم تعثر على أي دليل يؤكد أن الدوسري تلقى أي مساعدة خارجية. وأضاف: «نحن لا نفتح تحقيقاً مع الآخرين لأنهم حاصلون على منح دراسية. يجب أن نرى أن هناك نوعاً من النشاط الإجرامي المترابط. ولم نر حتى الآن أي صلة بين الدوسري وأي أشخاص آخرين متآمرين معه أو أي ارتباط له بجماعة إرهابية أجنبية تزوده بأي نوع من التوجيهات أو التمويل أو أي شيء آخر. وسنواصل طريقنا إلى حيث تقودنا الأدلة». ونسبت شبكة «ان بي سي» التلفزيونية أمس إلى زملاء للدوسري في كليته وجيران له في مسكنه، قولهم إن الطالب السعودي كان يتسم بالانعزال والوحدة. وأشارت إلى تشديد سلطات التحقيق الفيديرالية على أن الدوسري تصرف بمفرده من دون تواطؤ من أي جهة. وقالت وكالة «أسوشيتد برس» إن مسؤولي السفارة السعودية في واشنطن والقنصلية السعودية في هيوستن لم يردوا على اتصالات أجرتها معهم للإدلاء بتصريحات في شأن قضية الدوسري. ورفض الرئيس السابق بوش الابن التعليق على الإطاحة بالمخطط المزعوم لتفجير منزله في تكساس. واكتفى المتحدث باسمه ديفيد شيرزر بإحالة الصحافيين إلى السلطات العدلية المختصة.