لاتستبعد دراسة حديثة أن يتعرض المرضى الذين يتناولون عقار الإستاتين لتقليل الكولسترول بعد نجاتهم من إصابة سابقة بالسكتة الدماغية المتسببة لنزيف في المخ والإصابة بالسكتة مرة أخرى. ومن المعروف أن الإستاتين يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الناتجة عن عدم وصول الدم للمخ بسبب جلطة في الأوعية الدموية بالمخ. إلا أنه من غير الواضح إذا كان الإستاتين يفيد كذلك مرضى السكتة الدماغية الناتجة عن نزيف بالمخ. ويري د. ستيفن جرينبرج مدير برنامج بحوث السكتة النزيفيه بمستشفى ماسوشيست العام ببوسطن أن المرضى الذين عانوا في السابق بسكتة نزيفيه ونجوا منها ،عليهم الحذر والتفكير فيما إذا كانوا سيستفيدون من تناول الإستاتين في تجنب تكرار المرض. و يقول جرينبرج "بالنسبة لبعض المرضى قد تتجاوز مخاطر تناول هذا العقار مخاطر عدم تناوله". لكن كاتب الدراسة د. براندون ويستوفر يرى أن الأمر يتوقف على موضع السكتة بالمخ. حيث يؤكد الدكتور ويستوفر انه "في الحالات التي يكون النزيف في موضع بالمخ ويسمي ال cerebrum، لا يجب أخذ هذا العقار". أما بالنسبة للنزيف العميق بالمخ الذي يحدث عادة من ارتفاع ضغط الدم لفترات طويلة فإن مخاطر إصابة جديدة بالسكتة تكون أقل إلا أنه لا يفضل تناول الإستاتين كذلك في تلك الحالة. واستخدم الدكتور ويستوفر وفريق البحث في هذه الدراسة، برنامج كمبيوتر لاتخاذ القرار لمعرفة ما إذا كان الأستاتين يشكل فائدة أم خطورة للمرضى بعد السكتة النزيفية. وباستخدام هذا النموذج تمكن الباحثون من محاكاة حالة المريض لعرض مجموعة من الأحداث التي قد تؤدي لزيادة مخاطر الإصابة بالسكتة أو أمراض القلب أو الموت. وقد أوضحت نتائج الدراسة أن المرضى الذين يتناولون الإستاتين تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالسكتة النزيفية الثانية بنسبة 14 إلى 22% خاصة المرضى الذين كانت إصابتهم بالسكتة النزيفية في فص من المخ أو نزيف في جزء من المخ يسمى ، cerebrum لذلك فإن مخاطر تناول الإستاتين بالنسبة لهؤلاء المرضى تفوق أي فائدة لهذا العقار. والسؤال هو لماذا يزيد الإستاتين من مخاطر الإصابة بالسكتة النزيفية؟ يقول وستوفر أنه رما يرجع ذلك لزيادة مخاطر نزيف المخ عند الأشخاص الذين يعانون انخفاض في نسبة الكولسترول أو ربما لأن الإستاتين يمنع التجلط. على الجانب الآخر أكد جرينبرج أهمية استخدام الإستاتين لمنع الإصابة الثانية بالسكتة الناتجة عن جلطة في الأوعية الدموية بالمخ. ويتفق عدد من أساتذة الأعصاب بأمريكا مع هذه الدراسة التي تعارض استخدام عقار الإستاتين مع المرضى السابقين بالسكتة النزيفية.