قال جون سفاكياناكيس كبير خبراء الاقتصاد بالبنك السعودي الفرنسي أن مواصلة صرف بدل غلاء المعيشة سيكلف الحكومة أكثر من 33 مليار ريال (8.8 مليارات دولار) سنويا لكنه لن يؤدي إلى ضغوط تضخمية جديدة. وتراجع التضخم بالمملكة منذ الامس أعلى مستوى في 18 شهرا عند 6.1 بالمئة في اغسطس آب لكنه سجل 5.8 بالمئة في أكتوبر تشرين الأول ليظل أعلى معدلات التضخم في دول الخليج العربية المنتجة للنفط. كان البنك المركزي السعودي قال يوم الاثنين الماضي إنه يتوقع تراجع معدل التضخم في الربع الأخير من 2010. وتوقع محللون في استطلاع أجرته وكالة انباء أن يبلغ متوسط التضخم 5.3 بالمئة هذا العام و5.1 بالمئة في 2011 وهو مازال دون مستوى قياسي مرتفع بلغ 11.1 بالمئة في يوليو تموز 2008. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد السعودي 3.8 بالمئة في العام الحالي بعدما نما 0.6 بالمئة فقط في 2009 مدعوما بارتفاع اسعار النفط والانفاق الحكومي القوي. وقد أكد عدد من الاقتصاديين ورجال الأعمال أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باستمرار صرف بدل غلاء المعيشة بنسبة 15% من الراتب الأساسي للموظفين والمتقاعدين وورثتهم، ساهم في قدرة المواطنين على مواجهة الارتفاعات المتواصلة للاسعار، خاصة ورثة المتقاعدين الذين وجدوا من يحرك ركود رواتبهم التي عانت من الثبات سنوات طويلة. واستبعدوا أي ارتفاع في الأسعار معللين ذلك بأن القرار لم يكن زيادة وإنما استمرارية لهذا البدل وهو ما يجعل احتمال المغالاة في الأسعار أمراً غير وارد. في البداية ثمن عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب الدكتور طلال بكري هذه المكرمة الملكية من لدن خادم الحرمين الشريفين. وقال: لم يكن مستغرباً هذا القرار الحكيم واللفتة الإنسانية غير المستغربة من ملك الإنسانية والقلوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قطع بهذا القرار دابر التكهنات التي كانت ترى بأن البدل سيحجب. وأكد بكري أن القرار لم يكن مستغرباً كونه يصب في مصلحة أبناء الوطن كما أن الظروف والمسوغات التي وضع من أجلها هذا البدل لا زالت قائمة ولهذا رأى خادم الحرمين أن يستمر حتى يكون عونا لهم على مواجهة ظروف الحياة المعيشية. واستبعد بكري ارتفاع الأسعار بسبب هذا القرار معللاً ذلك بأن القرار لم يكن زيادة وإنما استمرارية لهذا البدل وهو ما يجعل احتمال المغالاة في الأسعار أمراً غير وارد. من جهته قال نائب رئيس جمعية المتقاعدين الدكتور علي السلطان: عودنا خادم الحرمين على تلمس وتحسس هموم شعبه وإزالة كل ما يكدر صفو حياتهم من خلال القرارات الملكية التي تخدم المواطن وتضفي الرغد والرخاء على ابنائه. واضاف السلطان: قيادتنا ولله الحمد دأبت على هذا النهج الإنساني النبيل وسيكون لهذا القرار أبلغ الأثر في تمكين المواطن خصوصا البسطاء وذوي الدخل المحدود منهم على مواجهة غلاء المعيشة الذي يثقل الكاهل ويدخل ذوي الدخول المحدودة في أعباء وتبعات لا تحتمل. واعرب رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض بمجلس الشورى الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز الشدي عن سعادته وتقديره لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باستمرار صرف بدل الغلاء الذي يصرف لموظفي الدولة بنسبة 15% من راتب الدرجة التي يشغلها الموظف. واضاف الشدي: هذا التوجيه ليس مستغربا من قيادة بلادنا الرشيدة التي تحرص على تلمس احتياجات المواطن وهمومه وتسعى الى توفير الحياة الكريمة له, مشيرا الى أن استمرار صرف العلاوة يتفق مع التجارب الإقتصادية ونشاط السوق الذي لا يعرف التراجع وانما تعودنا زيادة الأسعار بشكل مطرد. وأكد الشدي بدل الغلاء اصبح جزءا من ميزانية مصروفات المواطنين, ولذا فاستمرار صرفه سوف يسعد المستفيدين لأنه يضمن لهم القدرة على مواجهة اعباء الحياة ومستلزمات المعيشة للموظف وعائلته. وقال المستشار الاقتصادي فهد الصعيب: إن القرار يأتي ضمن عدة قرارات اهتم خادم الحرمين الشريفين بإصدارها لرفاهية المواطن السعودي وهذا تأكيد واضح لقرب ملك القلوب من هموم المواطن في كل وقت فقد جاءت الزيادة الثابتة في الرواتب للموظفين في الدولة والمتقاعدين وورثتهم والعاملين في القطاعات العسكرية منذ أكثر من خمس سنوات بنسبة 15% وعند إضافة بدل غلاء المعيشة بوضعه الحالي سنجد أن نسبة الزيادة في رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين وورثتهم وصلت إلى 30%، وهذا الأمر انعكس بشكل إيجابي على شريحة كبيرة من أبناء الشعب السعودي في مواجهة غلاء المعيشة خاصة ورثة المتقاعدين الذين وجدوا من يحرك ركود رواتبهم وثباتها لسنوات طويلة في ظل غلاء المعيشة وزيادة الاحتياجات الأسرية. من جهته أكد العضو المنتدب لشركة أبسل للحديد المهندس متعب الطعيس أن توجيهات الملك تركز على احتياجات الشريحة الأكبر من أبناء الشعب السعودي فالجميع يعلم أن عدد موظفي الدولة ومنسوبي المؤسسة العامة للتقاعد يمثلون قوة العمل الرئيسية في ميزانية الدولة ولذلك كان قرار زيادة بدل غلاء المعيشة بشكل متدرج وصولاً إلى النسبة الحالية وهي 15% أحد القرارات التاريخية الهامة التي اتخذها الملك، وبذلك نجد أن المعونة المقدمة لمواجهة غلاء المعيشة شملت شرائح القطاع الخاص من المستفيدين من رواتب التقاعد التي تصرف لهم من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وكلنا يعلم أن بعض هؤلاء قد توفاهم الله ويستفيد من الزيادة ورثتهم من الأرامل وطالبات وطلاب المدارس والجامعات. وأشار رجل الأعمال فيصل أحمد بغلف الى أن توجيه خادم الحرمين الشريفين باستمرار صرف بدل غلاء المعيشة يأتي كمؤشر هام على ميزانية تحمل الخير لأبناء الشعب السعودي الكريم. كما يعكس حرص القيادة الحكيمة على الوقوف الى جانب المواطن في مختلف المجالات، ودعمه بكل وسيلة ممكنة لمواجهة أعباء الحياة. وأكد نائب رئيس مجلس غرفة تجارة المنطقة الشرقية عبدالله العمار ان المكرمة ليست غريبة على صاحب الأيادي البيضاء خادم الحرمين الشريفين فليست الأولى بل هي سلسلة من مكرماته لشعبه المخلص، ولا شك في أن لمثل هذه المكرمات مردودا إيجابيا على نفس كل مواطن وكل مقيم. واشار العمار الى أن القرار سيدعم المواطن ويعالج جزءا من التضخم الذي فرضه الواقع على المواطنين ويرفع المشقة التي يجدها البعض من تكاليف الحياة التي كانت هاجسا لدى الكثيرين خاصة لدى الأسر قليلة الدخل، معتبرا ان القرار جاء في الوقت المناسب. وقال رجل الاعمال عبدالرحمن العطيشان: ان توجيه خادم الحرمين الشريفين باستمرار بدل الغلاء للمواطنين لسنة قادمة يدل على حرصه على المواطنين في توفير حياة كريمة لهم ومواجهة أزمة الغلاء التي تجتاح العالم بأجمعه مبينا بان هذه الخطوة غير مستغربة من خادم الحرمين الشريفين وليست الأولى فقد سبقت هذه المكرمة عدد من المكرمات التي وجهها لشعبه. وبين العطيشان ان المواطن سيجني ثمار هذا التوجيه في التغلب على مصاعب الحياة التي تواجهه وفي مقدمتها موجة الغلاء التي تجتاح العالم بأجمعه بحيث يكون مستوى المعيشة بالدولة ملائما لطبقات المجتمع كافة باختلاف مستوياتها المعيشية والمالية، فارتفاع الأسعار رفعت مستويات التضخم ومن شأنها نفث إفرازات غريبة على المجتمع وبالتأكيد ستكون سلبية سواء كانت اجتماعية أواقتصادية أو سياسية. ووجه رئيس اللجنة التجارية بغرفة الشرقية يوسف الدوسري شكره لخادم الحرمين الشريفين على تلمسه احتياجات الشعب السعودي واحساسه بمعاناة الشعب حتى في غيابه وفي وقت الزم ما يكون عليه راحته، ولكن حرصه على راحة شعبه وتلمس احتياجاتهم والوقوف مع شعبه في مواجهة ظروفهم المعيشية التي يواجهها الشعب من غلاء المعيشة الذي اصاب العالم بأجمعه وتكاد تكون السعودية من اقل الدول في العالم تضررا بهذه الموجة. واضاف الدوسري: منذ عدة أعوام والعالم بأجمعه يشهد مرحلة تغيير جذرية، حيث شهدت أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات ارتفاعا ملحوظا، والارتفاع جاء كنتيجة لارتفاع مستويات التضخم في كل شيء مما انعكس على البضائع والسلع المباعة، فالتاجر يستورد بضاعة ويضيف عليها التكلفة، ولكن المطالب من التجار في ظل توجيه خادم الحرمين الشريفين عدم استغلال استمرار بدل غلاء المعيشة عكسيا على المواطنين والمحافظة على مرتكزاتهم والقيم التجارية والوقوف بجانب الحكومة وعدم رفع الاسعار على المواطنين والاكتفاء بالربح المعقول. من جهته قال عضو مجلس ادارة غرفة الشرقية خالد بن حسن القحطاني: ان توجيه خادم الحرمين الشريفين باستمرار صرف بدل غلاء المعيشة للعام القادم دلالة واضحة على وقوف الدولة مع الشعب في احلك وابسط الظروف التي يتعرض لها، مشيرا الى ان الدور الذي يحمله التجار في دعم توجيه خادم الحرمين الشريفين يتمثل في عدم رفع الاسعار واستغلال ذلك عكسيا، مطالبا الجهات الرقابية بالسيطرة ومراقبة ارتفاع الأسعار.