سجلت الفنادق والوحدات السكنية بمكةالمكرمة ارتفاعاً بنسبة بلغت 200% بالمنطقة المركزية والعزيزية والأحياء القريبة من الحرم الشريف خلال العشرالاواخر، ووفقاً للاحصائيات الصادرة وحركة السوق الشرائية، توقعتا بدخل يصل إلى 2 مليار ريال ولم تنحصر نسبة الاشغال على الفنادق ذات الخمسة والأربعة والثلاثة نجوم بل امتدت النسبة إلى الشقق المفروشة الراقية والوحدات السكنية البعيدة نظراً للإقبال المتزايد من قبل المعتمرين والزوار. وأوضح مسؤول الحجوزات في أحد الفنادق الكبرى بمكة بأن نسبة الحجوزات وصلت إلى 100 في المائة حيث وصل سعر الغرفة الواحدة للعشر الأواخر حوالي 50 ألف ريال، موضحاً بأن نسبة كبيرة من الحجوزات تعود للمسؤولين ورجال الأعمال من داخل وخارج المملكة، وأشار مسؤول آخر بأحد الفنادق الكبرى بأن سعر الغرفة وصل في العشر الأواخر 30 ألف ريال، وأضاف بأن نسبة الإشغال بالفندق وصلت 100%. يذكر بأن شهر رمضان الكريم وموسم الحج يعتبران الموسم الحقيقي للفنادق والوحدات السكنية وخاصة الواقعة بالمنطقة المركزية فهي تعتبر أغلى الأسعار بالمملكة. وفقاً لما اوضحه أصحاب الفنادق والشقق المفروشة الذين عزوا ارتفاع نسبة الاشغال للعشر الاواخر إلى تدفق اعداد كبيرة من المواطنين والخليجيين إلى مكةالمكرمة . ولم تنحصر نسبة الاشغال المرتفعة على الفنادق ذات النجوم الخمسة والأربعة والثلاثة إذ شهدت الشقق المفروشة الراقية هي الاخرى ارتفاعاً واضحاً في نسبة الاشغال خاصة الواقعة منها بحي العزيزية ومخطط البنك الأهلي ومنطقة محبس الجن والمناطق القريبة من الحرم المكي الشريف، واكدت مصادر تجارية أن البرامج الخدمية التي تقدمها مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين لعبت دوراً تنافسياً قوياً مؤكداً على أن عملية الاشغال للفنادق والشقق المفروشة ستشهد خلال الفترة القادمة ارتفاعاً واضحاً لجميع الوحدات السكنية مع تدفق اعداد المعتمرين القادمين من داخل وخارج المملكة. وتوقعت المصادر أن تلجأ بعض مؤسسات وشركات خدمات العمرة للاستعانة بالعمائر السكنية المخصصة للحجاج خاصة منها الواقعة بدوار كدي التي تشكل أقرب نقطة للحرم المكي الشريف عبر أنفاق الملك عبدالعزيز، في حين ستكون منطقة العزيزية والششة هي المنطقة الاولى لإسكان المعتمرين القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي وسيتوزع المعتمرون القادمون من مصر والباكستان وبقية الدول العربية والإسلامية على أحياء جرول والمسفلة. اما المعتمرون القادمون من داخل المملكة خاصة السعوديين منهم فسيفضلون السكن بمنطقة محبس الجن وأجياد المنطقة المركزية وهو ما سيؤدي حتماً لارتفاع نسبة تأجير الدور السكنية الخاصة بالحجاج على أن الحركة التجارية ستكون نسبتها مرتفعة خلال الاشهر القادمة وفقاً لما اوضحته المصادر التجارية إذ اعتبر أن اشغال الفنادق والوحدات السكنية المفروشة تدفع أصحاب المحلات لتكثيف بضائعهم لمواجهة الطلب المتزايد معتبراً أن حركة المبيعات بالمطاعم المحيطة بالحرم المكي الشريف سترتفع ويقابلها ارتفاع آخر بمحلات بيع الهدايا. وذكر تقرير أن حجم الاستثمارات الفندقية وسكن الحجاج في العاصمة المقدسة وصل لأكثر من 400 مليار ريال حيث تستقبل مكةالمكرمة حوالي 5 ملايين زائر على مدار العام وفي مواسم الحج خاصة. وأوضح شجاع الزيدي مدير عام أبراج هليتون مكة، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن بالعاصمة المقدسة ما يقارب 10 فنادق من فئة الخمس نجوم وحوالي 2000 فندق دون هذه الفئة، وأكثر من 7 آلاف بناية لسكن الحجاج، إلا أن معظم الفنادق تشهد أزمة حجوزات نتيجة لتدفق الحجاج والمعتمرين والزوار على فنادق العاصمة المقدسة حيث تصل نسبة الإشغال إلى 100% خلال العشر الأواخر من شهر رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة. وأشار زيدي إلى أن هناك فنادق يتم الحجز بها بعد نهاية موسم الحج ورمضان مباشرة للموسم الذي يليه للحصول على مكان مناسب بأسعار ملائمة، موضحاً بأن سعر الغرفة في موسم الحج بهليتون مكة لا يتجاوز سعرها 48 ألف ريال لشهر الحج كاملا، بينما يتراوح سعر الجناح المطل على الحرم بين 14030 ألف ريال في العشر الأواخر إلا أن ضغط الطلب في هذه الفترة يرفع سعر الغرفة بين 10- 30 ألف ريال من قبل جهات أخرى مستأجرة لهذه الغرف وليس عن طريق إدارة الفنادق التي لا علاقة لها بهذه الأسعار. وأكد الزيدي بأن مجال الاستثمار العقاري في العاصمة المقدسة يشهد نمواً متزايداً نظراً للزيادة السنوية المطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار للعاصمة المقدسة في ظل التوسعات المتتالية التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الرشيدة، والنشاط الاستثماري المتنامي في الخدمات المساندة التي تنفذها الشركات والمؤسسات الرسمية والأهلية والتطويرية مما يفتح المزيد من آفاق الاستثمار الشامل في العاصمة المقدسة. وبنظرة مستقبلية يقول شجاع زيدي أنه من المتوقع أن يرتفع عدد زوار العاصمة المقدسة إلى ثلاثة أضعاف ما عليه الآن بعد 10 سنوات ليصل إلى 15 مليون زائر خلال العام، وذلك بعد الانتهاء من المشاريع والتوسعات التي يجري العمل في تنفيذها حالياً.