استشرت في الساحة الفنية المصرية ظاهرة السخرية من أسماء الأعمال الفنية القديمة واستغلال جماهيريتها في السينما، مثل فيلم "الناظر صلاح الدين"، و"حبيبي نائما"، وأخيرا فيلم "الثلاثة يشتغلونها". وقد انتقلت هذه الظاهرة مؤخراً إلى التلفزيون، حيث ظهر هذا العام عدد من المسلسلات التي تستخدم أسماء أعمال فنية شهيرة، أو تقوم بتحريف أسمائها والسخرية منها، مثل "اللص والكتاب"، و"مش ألف ليلة وليلة"، و"العتبة الحمرا". وقد رأت الناقدة ماجدة موريس في تصريح ل "الوطن"، أن استخدام أسماء الأعمال القديمة بعد تحريفها وإطلاقها على المسلسلات الحديثة، هو دليل على إفلاس صانعي هذه المسلسلات، وعجزهم عن الإبداع، وعدم قدرتهم على اجتذاب الجمهور، لذلك يحاولون استغلال أسماء الأعمال الناجحة التي حققت جماهيرية واسعة كعامل جذب جماهيري. ومن جهته يقول وليد سيف مؤلف مسلسل "مش ألف ليلة وليلة" إنه لم يقصد السخرية من العمل الأصلي، ولكن السبب وراء اختيار هذا الاسم هو أن أحداث المسلسل تدور حول كتاب "ألف ليلة وليلة"، ولكن برؤية مختلفة، وذلك بالإسقاط على الواقع ومناقشة قضاياه من خلال المواقف المتبادلة بين "شهرزاد" و"شهريار". أما سامح حسين بطل مسلسل "اللص والكتاب" فيرى أن اسم المسلسل ليس له علاقة بالرواية الأصلية أو الفيلم المأخوذ عنها، ولم يقصد السخرية من الفيلم، ولكن كان المقصود هو اختيار اسم كوميدي يناسب أحداث المسلسل، الذي يدور حول المفارقة بين شقيقين "توأم" أحدهما مثقف وملتزم أخلاقيا، في حين أن الثاني لص شرير ونصاب, ويرتكب أعمالا مخالفة للقانون. وبموازاة ظاهرة السخرية من أسماء بعض الأعمال الكلاسيكية، شهد رمضان هذا العام إعادة إنتاج أعمال سينمائية حققت رواجا كبيرا، حيث شهد هذا العام استنساخ فيلم العار الذي نجح نجاحا كبيرا في الثمانينات وإنتاج مسلسل بنفس الاسم. وقد صرح أحمد أبو زيد مؤلف السيناريو أن المسلسل يختلف بشكل تام عن الفيلم الذي حمل نفس الاسم وكتبه والده السيناريست محمود أبو زيد في عام 1982.