لم تكد تمضي 24 ساعة على تصديق اعترافات حارق والديه المسنين في محافظة القطيف، حتى تلقت شرطة الظهران بلاغاً عن جريمة مشابهة، كان بطلها فتى في ال16 من عمره، أنهى حياة والده بطلقة من سلاح رشاش. وأوضح مدير العلاقات والتوجيه في شرطة المنطقة الشرقية المتحدث الأمني العقيد يوسف القحطاني، أن «شرطة الظهران تلقت بلاغاً عن إطلاق نار في حي سلطانة»، مضيفاً «بعد انتقال ضابط الخفر إلى الموقع، عُثر على جثة رجل في ال45 من عمره، مصاباً بطلق ناري في القلب». ولفت إلى أن «نتائج الاستجواب الميداني أثبتت تورط ابن القتيل في الحادثة». وألمح القحطاني إلى أن القاتل «فتى في ال16، وأن السلاح المستخدم عائد لوالده». من جانبها، أحالت شرطة الظهران الفتى القاتل بعد استجوابه، إلى دار الملاحظة الاجتماعية في الدمام، لاستكمال التحقيق الموسع معه. وكشفت مصادر أمنية للحياة، أن «القاتل أوضح أثناء الاستجواب تعرضه للضرب والتوبيخ من والده، في شكل مستمر، وأن توجيهه للسلاح نحو والده لم يكن بهدف قتله، وإنما أراد تهديده»، مضيفاً «لم أكن أعلم بوجود رصاصة في السلاح، وكنت أعتقد أنه فارغ، وحاولت تخويفه، ليتوقف عن إيذائي». وبيّنت المصادر أنه «عُثر في منزل القتيل على عصا، يستخدمها الآباء عادة في ضرب أبنائهم، إضافة إلى ملاحظة آثار للضرب على جسد الابن القاتل». وتعد الجريمة هي الثالثة من نوعها في الشرقية خلال شهرين، التي يكون الضحية فيها أحد الوالدين، بعد تسجيل الحالة الأولى في الجبيل، عندما أقدم شابٌ على نحر والدته في عيد الفطر الماضي، تلتها حادثة ثانية قبل يومين في سنابس، بعد قيام شاب بسكب مادة بترولية، وحرق منزل أسرته الذي يقطنه والداه المسنان، ما نتج منه تفحم جثة الأب، وإدخال الأم إلى العناية المركزة في مستشفى القطيف المركزي. فيما ينتظر أن تتسلم الأسرة جثمان المتوفى في غضون يومين لمواراته الثرى. قتلة آبائهم والطب النفسي من جانبه، يرفض استشاري تدريب ومعالج نفسي الدكتور زهير خشيم، إطلاق أحكام جازمة في مسألة إقدام الأبناء على قتل الآباء. ويقول: «كي نستطيع ان نحدد المسؤولية، لا بد من عرض الجاني على الطب النفسي، لأن هناك اضطرابات نفسية وعقلية يمكن ان تسبب ذلك السلوك من دون وعي الفرد بها»، منها «على سبيل المثال لا الحصر: الإدمان، فالفرد المدمن نتيجة حاجته إلى المادة المخدرة المدمن عليها، يقوم بسلوكيات شاذة من أجل الحصول على المال الذي يمكنه من شراء تلك المادة، ما يجعله يسرق أو يقتل، وكذلك المصاب باضطراب الهوس، نتيجة خطأ في حساباته، وقد يقع في هذا المصاب بالفصام «البارانواي» نتيجة الهلاوس، سواء السمعية أو البصرية». وأضاف أن «الفرد المصاب بهذه الأنواع يقوم بتلك الأعمال، فيقتل النفس التي حرم الله قتلها تحت تأثير الاضطراب، وحالة الهياج التي قد يمر بها من دون وعي». «الداخلية» تُصنّفها «جريمة كبرى» وعلى رغم عدم وجود أرقام دقيقة عن حجم الاعتداءات التي يتعرض لها الوالدان، إلا أن اختصاصيين اجتماعيين يؤكدون أنها «في تزايد»، وغالباً ما يذهب ضحيتها آباء وأمهات كبار في السن. وسجلت محاضر الشرطة في مختلف مناطق المملكة، عدداً من القضايا التي استهدفت الاعتداء على الوالدين، إما بالقتل أو غيره، نتيجة تعاطي المخدرات أو السلوك الخاطئ والصحبة السيئة، ما تسبب في الجرأة على الاعتداء على الوالدين، والتلفظ عليهما وتجاوز حدود الأدب. لذلك جاء قرار وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، الذي يحدد الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، وكان من بينها «الاعتداء على الوالدين». واعتبر المتخصصون أن القرار مشروع «إنساني قبل أن يكون قرار دولة»، مؤكدين انه «يضرب بيد من حديد على كل من يجرؤ على الاعتداء والإساءة للوالدين، بالضرب أو التلفظ عليهما». وأشاروا إلى أنه «يعكس عمق المسؤولية، والنظرة الشمولية، وجاء مطابقاً للنصوص الشرعية التي تحث على احترام الوالدين، والحفاظ على حقوقهما، إضافة إلى الجانب الشرعي فهو جانب إنساني». واعتبر القرار (الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف) مؤشراً لتزايد حالات الاعتداء التي تعرض لها الآباء في السنوات الأخيرة، وجعلها من ضمن الأمور الكبيرة كالقتل، وجرائم الإرهاب والجرائم المخلة بأمن الدولة، وقضايا المخدرات والمؤثرات العقلية، واعتبر حين صدوره «انه جاء متمماً لتوجه السلطات العليا للقضاء على الجرائم المعاصرة والحديثة والحرص على تجفيف منابعها، ومن ثم القضاء عليها، وحرص القرار على ديمومة حرمة انتهاك عرض الإنسان، والاعتداء على أحد الوالدين». ================================================== تعليقات الزوار قلب وطن لاحول ولاقوة الابالله ... على وزارة الصحة اعادة دراسة وضع أطباء اجتماعيين في المراكز الصحية لمتابعة حالات الابناء وان يكون الكشف المبدئي" إلزاميآ" عند دخول كل مرحلة سنيه من العمر لتفادي مثل هذه الاضطرابات النفسية وتفادي تبعاتها التي تهدد المجتمع بأسرة .... اللهم أغث قلوبنا بالايمان وحب الوالدين والسهر على خدمتهم وان نعظمهم في قلوبنا دائمآ لان الله عز وجل ربط عبادتة برضاء الوالدين ...وشكرآ التوقيع/ قلب وطن